ارتفعت العملة الإيرانية على غير المتوقع في السوق الحرة، أمس السبت، رغم التوترات الناجمة عن اغتيال أهم عالم نووي في إيران، والتحركات العسكرية الأميركية المتمثلة في نشر حاملة طائرات في الخليج.
وصعد الريال الإيراني إلى نحو 248 ألف ريال للدولار الواحد، بينما كان سعر العملة الأميركية يدور في نطاق 256 ألف ريال خلال تعاملات الأسبوع الماضي.
ويأتي صعود العملة الإيرانية رغم اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة، يوم الجمعة الماضي، وهو ما قد يزيد التوتر في المنطقة وخارجها، حيث توعدت طهران بالثأر بعد أن اتهمت إسرائيل بالوقوف وراء الاغتيال، الذي جاء بعد أيام من نشر البحرية الأميركية حاملة الطائرات نيميتز في الخليج، لكنها ذكرت أن هذا التحرك ليس له صلة بأي تهديد معين.
وتحرك الريال على مدار الأيام الماضية على خلاف الأجواء المحيطة بالاقتصاد الإيراني، إذ سجل صعوداً ملحوظاً خلال بداية تعاملات الأسبوع الماضي، على الرغم من مخاوف البعض من تداعيات الإغلاق الذي فرضته الحكومة على الكثير من المناطق والأنشطة الاقتصادية لكبح تفشي فيروس كورونا.
وتأتي تداعيات جائحة كورونا، بينما يعاني الاقتصاد من عقوبات أميركية خانقة استهدفت القطاعات الحيوية على رأسها النفط والبنوك، وذلك منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في الثامن من مايو/أيار 2018.
لكن العملة الإيرانية تنفست الصعداء بعد فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأميركية التي جرت في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري متغلبا على ترامب، الذي هوى الريال بسبب العقوبات التي أعاد فرضها على طهران نحو 800% منذ نحو عامين.
وكان محمود واعظي، مدير مكتب الرئيس الإيراني، قد قال في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام" في وقت سابق من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، إن الاقتصاد يتعرض للزعزعة من جانب إجراءات الحظر الأميركية غير المسبوقة، ومن جانب انتهازيين ونفعيين يرتزقون من ظروف الحظر.
ووفق الرئيس الإيراني حسن روحاني مؤخرا، فإن العقوبات الأميركية خفضت 200 مليار دولار من إيرادات إيران، قائلا: "نواجه في الوقت الحاضر أسوأ أنواع الحظر" الأميركي.
وطيلة العامين الماضيين، نتيجة العقوبات الأميركية والتزام الدول بها رغم رفض الكثير منها لهذه العقوبات، لم تتمكن إيران من تصدير نفطها "ولو قطرة واحدة" بالطرق الرسمية، بحسب نائب الرئيس الإيراني، محمد باقر نوبخت.
لكن طهران لم تتوان عن الالتفاف على العقوبات، حيث كشفت وكالة "رويترز" في 28 سبتمبر/أيلول الماضي عن قفزة ملحوظة في صادرات النفط الإيرانية خلال هذا الشهر، والتي قدرتها بناء على بيانات من "تانكر تراكرز" وشركتين أخريين، بين 400 ألف إلى 1.5 مليون برميل يوميا من الخام والمكثفات، الأمر الذي يظهر قدرة طهران على الإفلات من قبضة الحظر الأميركي المشدد.
وفاقم انتشار كورونا الواسع منذ فبراير/شباط الماضي، الأزمة الاقتصادية التي تواجهها إيران، لتودع البلاد عامها المالي السابق، في العشرين من مارس/آذار، بانكماش بلغت نسبته 7.2%، وبتضخم بلغ 41.2% بحسب بيانات البنك المركزي.