الدولار والذهب يواصلان الصعود مع بداية تعاملات 2025

02 يناير 2025
زاد الذهب بأكثر من 27% في 2024، مقاطعة جيانغسو 14 فبراير 2024(Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا في بداية 2025 بنسبة 0.39% لتصل إلى 2634.15 دولارًا للأوقية، مدفوعة بالترقب لسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتوقعات أسعار الفائدة، مما يعزز جاذبية الذهب كوسيلة للتحوط ضد التضخم والمخاطر الجيوسياسية.

- ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 7% في 2024، ويُتوقع أن يظل قويًا في 2025 بفضل الفارق في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة والاقتصادات الأخرى، مما يعزز جاذبيته كملاذ آمن.

- تترقب الأسواق سياسات ترامب والبيانات الاقتصادية الأميركية التي قد تؤثر على أسعار الفائدة، مع توقعات بنهج حذر من مجلس الاحتياط الفيدرالي في خفض الفائدة، مما يدعم عائدات سندات الخزانة والطلب على الدولار.

ارتفعت أسعار الذهب والدولار في بداية تعاملات العام الجديد 2025، اليوم الخميس، ليواصلا مسار الصعود الذي حققاه في العام الماضي 2024. وتنتظر السوق الآن مجموعة جديدة من المحفزات، بما في ذلك سلسلة من البيانات الاقتصادية الأميركية المقرر صدورها الأسبوع المقبل، التي قد تؤثر على توقعات أسعار الفائدة لعام 2025 وسياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية. 

ويتوقع المتعاملون أن يتبنى مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، نهجاً بطيئاً وحذراً بشأن المزيد من خفض أسعار الفائدة في عام 2025 مع استمرار تجاوز التضخم هدف البنك المركزي السنوي البالغ 2%. ووفقاً لأداة فيدووتش التابعة لشركة "سي إم إي"، فإنّ الأسواق ترى فرصة بنسبة 11.2% فقط في إقدام المركزي الأميركي على خفض الفائدة في يناير/ كانون الثاني مقابل احتمال بنسبة 88.8% بالإبقاء على الوضع الراهن.

وستركز السوق في وقت مبكر من العام على إدارة ترامب القادمة وسياساتها المتوقع على نطاق واسع أن تعمل ليس فقط على تعزيز النمو ولكن أيضا على زيادة ضغوط الأسعار، وهو ما يدعم عائدات سندات الخزانة الأميركية ويعزز الطلب على الدولار.

ارتفاع أسعار الذهب

وفي أسواق المعادن النفيسة، ارتفعت أسعار الذهب مواصلة الأداء الرائع الذي سجلته العام الماضي، وذلك وسط ترقب المزيد من المؤشرات عن مستقبل سعر الفائدة بالولايات المتحدة وسياسات دونالد ترامب تجاه الرسوم الجمركية. وزاد الذهب في المعاملات الفورية 0.39% ليسجل 2634.15 دولاراً للأوقية بحلول الساعة 02.55 بتوقيت غرينتش. وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2% إلى 2646.30 دولاراً للأوقية. 

وبرز المعدن الأصفر باعتباره أحد أفضل الأصول أداء في 2024 بعدما زاد بأكثر من 27% في أكبر مكسب سنوي له منذ عام 2010. وانخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.1%، وهو ما يجعل السبائك المقومة بالدولار أكثر جاذبية لحاملي العملات الأخرى. وقال كايل رودا، محلل الأسواق المالية لدى "كابيتال دوت كوم": "يبدو أن الذهب يتماسك في نطاق ضيق، وهو ما يشير عادة إلى أن السوق على استعداد للانطلاق. وأظن أن هذا الانطلاق سيكون في الاتجاه الصعودي". 

ورجح أن يواصل الذهب الصعود في 2025 مدفوعاً بالمخاطر الجيوسياسية وتوقعات بارتفاع الديون الحكومية وما يترتب عليها من عجز مالي عميق في ظل إدارة ترامب، على الرغم من التحديات المحتملة من خفض أسعار الفائدة بشكل أبطأ وقوة الدولار. ويُنظر إلى الذهب باعتباره وسيلة للتحوط ضد التضخم، وخاصة في أوقات عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، زادت الفضة 1.5% إلى 29.29 دولاراً للأوقية، وصعد البلاديوم 0.9% مسجلاً 912.26 دولاراً للأوقية، وارتفع البلاتين 0.7% ليسجل 917.14 دولاراً للأوقية. وسجلت الفضة في 2024 أفضل أداء منذ عام 2020 بينما تراجع البلاتين والبلاديوم. 

الدولار القوي يواصل الصعود في 2025

وفي أسواق العملات، بدأ الدولار العام الجديد قوياً بعد مكاسب على مدار 2024 أمام معظم العملات، في حين تراجع الين إلى أدنى مستوياته في أكثر من خمسة أشهر مع توقعات بإبقاء الفائدة الأميركية مرتفعة لفترة أطول. وألقى الفارق الكبير في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة والاقتصادات الأخرى بظلاله على سوق العملات، ما أدى إلى انخفاض حاد في معظم العملات مقابل الدولار في عام 2024.

وكان الين من أكثر المتضررين بعد انخفاضه بما يزيد على 10% في رابع عام من التراجع. واستهلت العملة اليابانية تداولات العام الجديد منخفضة إلى 157.54 مقابل الدولار، غير بعيد عن أدنى مستوى في خمسة أشهر الذي لامسه، يوم الثلاثاء، وذلك وسط توقعات بتدخل السلطات. وسجل مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأميركية مقابل ست عملات أخرى، 108.53 في التعاملات المبكرة، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى في عامين الذي سجله يوم الثلاثاء. وارتفع المؤشر 7% خلال 2024.

وقالت تشارو تشانانا، خبيرة استراتيجيات الاستثمار في "ساكسو بنك"، إنه "من المرجح أن يظل الدولار في الصدارة (هذا العام) بالنظر إلى عائده المرتفع حتى الآن، واستثنائية الولايات المتحدة وجاذبيته باعتباره ملاذاً آمناً في أوقات عدم اليقين". وساهمت توقعات ضعف النمو خارج الولايات المتحدة، والتوترات الجيوسياسية في المنطقة العربية، والحرب بين روسيا وأوكرانيا، في تعزيز الطلب على الدولار.

واستقر اليورو عند 1.0353 دولار بعدما هبط بأكثر من 6% في 2024. ويتوقع المتعاملون تخفيضات أعمق لأسعار الفائدة من جانب البنك المركزي الأوروبي في 2025. وتتوقع الأسواق تخفيضات بنحو 113 نقطة أساس مقابل تخفيضات بنحو 42 نقطة أساس من جانب البنك المركزي الأميركي. وسجل الجنيه الإسترليني 1.2519 دولار. وهبط الإسترليني 1.7% العام الماضي، لكنه كان من بين أفضل العملات وسط أداء أفضل من المتوقع للاقتصاد البريطاني. 

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون