بعد أيام قليلة سيحل موعد تطبيق القرار الروسي بدفع الروبل مقابل شراء "الدول غير الصديقة" الغاز. مما يثير التوتر في الدول المستوردة وخاصة الأوروبية منها التي تعتمد بحوالي 40% من وارداتها على الغاز الروسي.
الإجراء الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسيبدأ تطبيقه الخميس المقبل، يعني أن الدول ستكون مضطرة لشراء الروبل لتدفع ثمن الشحنات، ما يدعم العملة الروسية المتهاوية ويفرض على الغرب كسر حصاره بفعل الحاجة إلى الغاز، وإلا ستتعطل الامدادات، إذ إن الدول الغربية ترفض حتى الآن السماح بتغيير عملة السداد.
وقفز الروبل الروسي أكثر من سبعة بالمائة إلى 83 مقابل الدولار في سوق موسكو اليوم الثلاثاء، مسجلاً أعلى مستوى له في أكثر من شهر، قبل أن يتخلى عن بعض مكاسبه، وفق رويترز.
وأُعيد فتح السوق الروسي تدريجيا بعد تعليق التداولات بسبب عقوبات غربية واسعة أعقبت بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط.
وعند الساعة 13:33 بتوقيت غرينتش، كان الروبل مرتفعا 5.2 بالمائة عند 85.10 للدولار على وقع اقتراب موعد تنفيذ قرار بوتين، بعد أن قفز في وقت سابق إلى 82.95 وهو أقوى مستوى له منذ 25 فبراير/ شباط.
وأمام العملة الأوروبية، صعد الروبل 1.9 بالمائة ليجرى تداوله عند 94.76 لليورو، بعد أن سجل في وقت سابق أعلى مستوى منذ 25 فبراير عند 92.19 .
وكان قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي محاسبة الدول "غير الصديقة" بالروبل على الغاز الروسي قد رفع قيمة العملة بعد انخفاضها إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق عندما فرض الغرب عقوبات على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا الذي رفع أسعار الغاز.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحافيين اليوم الثلاثاء "لا أحد سيورد الغاز بالمجان، هذا ببساطة مستحيل، ولا يمكن سداد ثمنه إلا بالروبل".
وأثارت الخطوة انتقادات عنيفة من الدول الأوروبية التي تدفع قيمة الغاز الروسي باليورو في أغلب الأحيان وتقول إن روسيا ليس من حقها تغيير العقود، ورفضت دول مجموعة السبع الصناعية المطلب الروسي هذا الأسبوع. وأوفت روسيا حتى الآن بالتزاماتها التعاقدية المتعلقة بإمدادات الغاز لأوروبا.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الثلاثاء، إن بلادها ستنهي اعتمادها بالكامل على النفط والغاز الروسي، بحسب رويترز.
وفي حديثها خلال مؤتمر للطاقة بالعاصمة برلين، أدانت بيربوك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلة إن "حربه على أوكرانيا غيرت الجغرافيا السياسية، والتقييمات الأمنية لألمانيا".
وأضافت: "لقد تسبب هذا في الكثير من المعاناة لملايين الأشخاص، إلا أنه أوضح لنا أيضًا أنه يجب أن نصبح مستقلين تمامًا عن واردات الوقود الروسي".
كما انتقدت بيربوك الحكومات الألمانية السابقة لعدم اتخاذ إجراءات جادة لتقليل اعتماد البلاد على واردات الغاز والنفط والفحم من روسيا.
وأشارت إلى أنّ "ضم روسيا غير القانوني لشبه جزيرة القرم في 2014 أدى إلى مناقشات في أوروبا حول تنويع واردات الطاقة، إلا أن الحكومات لم تتخذ أي خطوات رئيسية".
واختتمت الوزيرة الألمانية حديثها بالقول: "الآن نرى عواقب ذلك بطريقة مأساوية للغاية".
وتستورد ألمانيا 55 بالمائة من حاجتها للغاز الطبيعي من روسيا، و35 بالمائة من النفط الخام، و45 بالمائة من الفحم الحجري.
والأسبوع الماضي، أعلنت الحكومة الألمانية خطة طموحة للحد بشكل كبير من اعتمادها الطويل الأمد في مجال الطاقة على روسيا، بحسب مراسل الأناضول.
كذلك، قالت وزارة المالية اليابانية اليوم الثلاثاء إن اليابان ستحظر تصدير المعادن النفيسة، وخصوصا الذهب، إلى روسيا ردا على غزوها لأوكرانيا.
ويعكس الحظر على شحنات المعادن النفيسة إلى روسيا تصميم رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا على فرض مزيد من العقوبات على موسكو والتي تعهد بها أثناء اجتماع زعماء مجموعة السبع للدول الصناعية الكبرى الأسبوع الماضي.
وبدءاً من الخامس من إبريل/ نيسان ستحظر اليابان تصدير المعادن النفيسة ومنتجات أخرى من بينها السيارات الفاخرة والمجوهرات ومستحضرات التجميل والخمور إلى روسيا.
وقال مسؤولون حكوميون إن صادرات الذهب المتجهة إلى روسيا ستحتاج إلى موافقة مسبقة من وزير المالية الياباني عندما يبدأ سريان القاعدة الجديدة في الخامس من أبريل نيسان.
وأعلن كيشيدا عن خطط لإلغاء وضع الأفضلية التجارية لروسيا وهو ما قد يؤدي إلى زيادة الرسوم الجمركية على وارداتها، وأيضا حظر بعض الواردات من روسيا.