الحرب على غزة تهوي بقطاع السياحة الإسرائيلي في 2024

07 يناير 2025
مطار بن غوريون، 14 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تدهور السياحة الإسرائيلية في 2024 بسبب الحرب على غزة والتوترات مع إيران واليمن ولبنان، مما أدى إلى تعليق رحلات الطيران وانخفاض السياحة الوافدة بنسبة تزيد عن 70% مقارنة بعام 2023.
- إغلاق حوالي 60 ألف شركة ومشروع صغير ومتوسط في إسرائيل، مع تأثر قطاعات مثل السياحة والبناء والزراعة بسبب القيود الأمنية ونقص العمالة.
- شهد قطاع السياحة تقلبات خلال العقد الماضي، مع تراجع كبير في 2024 بعد تعافٍ مؤقت في 2022 و2023، حيث انخفض عدد السياح إلى 885 ألفًا.

استعادت المرافق السياحية في إسرائيل خلال 2024 ذكرى سيئة عندما تدهورت صناعة الضيافة خلال عامي كورونا 2020 و2021 بحدة، إلا أن حرب الإبادة الجماعية التي تواصل تل أبيب ارتكابها في قطاع غزة هي السبب لتدهور السياحة الإسرائيلية خلال العام الماضي. وبسبب الحرب على غزة ومن ثم الهجمات المتبادلة مع إيران واليمن والحرب على لبنان، علقت معظم شركات الطيران العالمية رحلاتها من تل أبيب وإليها، بعضها لعدة شهور وأخرى حتى إشعار آخر.

وبسبب الحرب، تدهورت صناعة السياحة الوافدة إلى إسرائيل بنسبة فاقت 70% خلال العام الماضي، مقارنة بـ2023، وتراجعت أكثر من 80%، مقارنة بعام الذروة قبل جائحة كورونا في 2019.

تراجع حاد في أعداد السياح

ويظهر مسح لوكالة الأناضول استنادا إلى بيانات مكتب الإحصاء الإسرائيلي، أن السياحة الوافدة تراجعت إلى 885 ألف سائح وزائر خلال الشهور الأحد عشر الأولى من 2024، وسط توقعات بوصولها إلى 952 ألف سائح خلال العام كله. بينما في الشهور الأحد عشر الأولى من 2023، بلغ عدد الذين زاروا إسرائيل 2.957 مليون سائح، فيما وصل عددهم في كامل 2023 نحو 3.01 ملايين سائح، بحسب بيانات رسمية.

وأمام هذا التدهور، وجدت المرافق السياحية نفسها بعيدة عن أي برامج تحفيز حكومية، وهو ما عبرت عنه شركات ومؤسسات لوزارة السياحة في إسرائيل. ووفق تقرير نشره موقع "وصلة للاقتصاد والأعمال" الإسرائيلي (خاص)، استنادا إلى بيانات حكومية، فقد أغلقت نحو 60 ألف شركة ومشروع صغير ومتوسط أبوابها عام 2024، بزيادة 50% مقارنة بالسنوات السابقة.

وعلى الرغم من عدم توفر أرقام محددة لعدد شركات السياحة التي أغلقت أبوابها، يشير التقرير إلى أن قطاع السياحة الإسرائيلي كان من بين الأكثر تضررا، ما يعني أن عددا كبيرا منها قد تأثر وأغلق أبوابه نتيجة للصراع. إضافة إلى ذلك، تأثرت قطاعات أخرى مثل البناء والزراعة بشكل كبير، حيث أغلقت حوالي 700 إلى 750 شركة بناء وبنية تحتية العام الماضي، بزيادة تفوق 10% مقارنة بـ2023. كما تأثر قطاع الزراعة بسبب القيود الأمنية على المناطق الحدودية ونقص العمالة.

وتظهر الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاء الإسرائيلي، أن تصاعد حرب الإبادة على قطاع غزة أدى إلى تثبيط المسافرين الدوليين بشكل كبير. وتدهورت بشكل كبير أعداد السياح خلال فترة الحرب الإسرائيلية على لبنان، فبينما كان عدد السياحة الوافدة في أغسطس/ آب 2024 نحو 304.1 آلاف سائح، تراجع لقرابة 89.7 ألف سائح في سبتمبر/أيلول الماضي. واستمر التراجع إلى 38.3 ألف سائح في أكتوبر/تشرين الأول الفائت، قبل أن يصعد قليلا إلى 52.8 ألف سائح في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بحسب بيانات مكتب الإحصاء الإسرائيلي.

تسلسل زمني لقطاع السياحة الإسرائيلي

وشهد قطاع السياحة الإسرائيلي تقلبات ملحوظة خلال العقد الماضي، حيث تأثر بعوامل سياسية وأمنية وصحية، في ما يلي نظرة على أداء القطاع السياحي في كل عام استنادا إلى بيانات مكتب الإحصاء الإسرائيلي: 

2014: استقبلت إسرائيل حوالي 2,926,700 سائح، فعلى الرغم من التوترات الإقليمية خاصة في سورية وعمليات السكاكين في الضفة الغربية والحرب على غزة، حافظت السياحة على مستوى مستقر نسبيا.

2015: انخفض عدد السياح إلى 2,799,400، بتراجع بلغ 13% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، في وقت يُعزى هذا الانخفاض إلى المخاوف الأمنية والتوترات السياسية في المنطقة.

2016: شهد القطاع انتعاشا طفيفا بزيادة عدد السياح إلى 2,900,000، ما يشير إلى تحسن نسبي في ثقة الزوار، مع هدوء التوترات في الضفة الغربية وغزة.

2017: ارتفع عدد السياح بشكل ملحوظ إلى 3,613,200، ما يعكس جهود الترويج السياحي وتحسن الأوضاع الأمنية، وهو العام الذي نفذت فيه إسرائيل برامج سياحية دولية لجذب مزيد من الزوار.

2018: استمر النمو مع وصول عدد السياح إلى 4,120,900، وهو رقم قياسي يعكس جاذبية إسرائيل بوصفها وجهة سياحية في منطقة الشرق الأوسط، وبسبب استقرار الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة.

2019: بلغ عدد السياح ذروته عند 4,551,900، ما أدى إلى ضخ 8.459 مليارات دولار في الاقتصاد الإسرائيلي، بحسب بيانات مكتب الإحصاء ووزارة السياحة.

2020: تأثرت السياحة بشكل حاد بجائحة كوفيد-19، حيث انخفض عدد السياح إلى 831,500 فقط، ما أدى إلى خسائر اقتصادية كبيرة.

2021: استمر الانخفاض مع وصول عدد السياح إلى 396,500، نتيجة لاستمرار القيود الصحية العالمية، وغلق معظم مطارات العالم.

2022: شهد القطاع تعافيا ملحوظا بزيادة عدد السياح إلى 2,675,000، ما يشير إلى تخفيف القيود وعودة النشاط السياحي، وتزايد عدد متلقي لقاحات كورونا.

2023: استقبلت إسرائيل نحو 3,010,000 سائح، ما أدى إلى ضخ 4.85 مليارات دولار في الاقتصاد، إلا أن الربع الأخير من العام شهد ضربة حادة بسبب الحرب على قطاع غزة.

2024: شهد القطاع تراجعا حادا إلى 885 ألف سائح خلال الشهور الأحد عشر الأولى من العام، بسبب استمرار الحرب على غزة وتصاعد التوترات مع إيران واليمن ولبنان والعراق.

(الأناضول)

المساهمون