الاتحاد الأوروبي يزيد شراء الحديد والصلب من روسيا رغم العقوبات

29 مايو 2024
شركة ماجنيتوجورسك الروسية للحديد والصلب، 20 أكتوبر 2022 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في مارس/آذار الماضي، شهد الاتحاد الأوروبي زيادة في استيراد الحديد، الصلب، والألومنيوم من روسيا، على الرغم من العقوبات المفروضة بسبب تدخلها في أوكرانيا، مع تسجيل بلجيكا وألمانيا أعلى نسب الطلب.
- أولغا بولياكوفا تبين أن الاحتياجات الصناعية الأوروبية، خاصة في قطاعات السيارات، البناء، والتعبئة، تدفع الاتحاد للاستمرار في استيراد الألومنيوم الروسي، معتبرة ألمانيا مثالاً على الاستهلاك الكبير لهذه المعادن.
- على الرغم من العقوبات الغربية والحظر الأمريكي والبريطاني، تواصل الدول الأوروبية شراء المعادن من روسيا، مدفوعة بالتكلفة الأقل والسهولة اللوجستية، ما يبرز التعقيدات الاقتصادية والتجارية وأهمية روسيا كمورد رئيسي للمعادن.

زاد الاتحاد الأوروبي مشترياته من الحديد والصلب والألومنيوم الروسي في مارس/آذار الماضي، رغم العقوبات الغربية المفروضة على موسكو نتيجة للعملية العسكرية في أوكرانيا، بما يرجع إلى زيادة الطلب من بلجيكا وألمانيا، وفقاً لبيانات هيئة الإحصاء الأوروبية.

وفي هذا الصدد، ترى الصحافية الروسية، أولغا بولياكوفا، أن الاتحاد الأوروبي سيظل يستورد الألومنيوم الروسي رغم العقوبات والعلاقات غير الودية بينهم، بسبب احتياجاتهم الماسة له في القطاعات الصناعية المختلفة في أوروبا. وتضيف لـ"العربي الجديد" أن "أكبر مستهلكي الألومنيوم الروسي في أوروبا هي البلدان التي تستورده لاستخدامه في مجموعة متنوعة من الصناعات، مثل صناعة السيارات، والبناء، والتعبئة والتغليف، وغيرها من القطاعات الصناعية".

وتابعت: "تستهلك ألمانيا، باعتبارها قوة صناعية كبرى، كميات كبيرة من الألومنيوم لإنتاج السيارات والصناعات الأخرى. كما تستورد باقي الدول الأوروبية الألومنيوم من روسيا لاستخدامه في العمليات الصناعية. لذلك الاتحاد الأوروبي سيظل يستورد الألومنيوم من روسيا بسبب احتياجاته الماسة له في القطاعات الصناعية المختلفة".

ووفقاً لحسابات وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي" المستندة إلى الإحصاءات الأوروبية، أصبحت موسكو في مارس، ثاني أكبر مورد لمادتي الحديد والصلب إلى الاتحاد الأوروبي، حيث زادت صادراتها 1.7 مرة على أساس شهري، بما يصل إلى 328 مليون يورو. وهذا هو الحد الأقصى منذ مايو/أيار 2023، عندما اشترت دول الاتحاد هذه المعادن مقابل 369 مليون يورو.

وكانت بلجيكا المشتري الرئيسي لمنتجات الحديد والصلب الروسية، حيث زادت مشترياتها 3.5 مرات في الشهر الأول من الربيع - إلى 130.5 مليون يورو. وأصبحت هذه أكبر عملية شراء للبلاد منذ يونيو/ حزيران 2022. وزادت إيطاليا مشترياتها بمقدار الربع إلى 85 مليون يورو، والدنمارك بنسبة 30% إلى 35.1 مليون يورو. وتشمل قائمة أكبر خمسة مشترين أيضاً جمهورية التشيك (23 مليون يورو)، وهولندا (20 مليون يورو).

وفي الوقت نفسه، استأنفت المجر عمليات شراء الحديد والصلب من روسيا بعد توقف دام أربعة أشهر، حيث اشترت حديداً وصلباً بقيمة 13.7 مليون يورو. كما زادت إمدادات الألومنيوم 29% على أساس شهري إلى 91.4 مليون يورو، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. ووفقا للوكالة ترجع هذه الزيادة إلى زيادة مشتريات ألمانيا خمسة أضعاف لتصل إلى 22.4 مليون يورو. كما قامت إسبانيا (+69%) وبولندا (+21%) بزيادة وارداتها بشكل نشط.

وفي وقت سابق، أكد الأستاذ المشارك في قسم السياسة الاقتصادية والقياسات الاقتصادية بجامعة الإدارة الحكومية بموسكو، مكسيم تشيركوف، لصحيفة" إزفستيا" الروسية، أن دول الاتحاد الأوروبي التي لا تستورد معادن من الاتحاد الروسي سيتعين عليها شراء السلع من الأسواق العالمية، والتي ستكون أكثر تكلفة وأكثر صعوبة أيضاً من حيث الخدمات اللوجستية، لافتاً إلى حقيقة أن ليست كل المعادن تخضع للعقوبات. ووفقاً له، أُجريت استثناءات لبعض منتجي المعادن الحديدية، ويمكنهم توريد منتجاتهم بأمان إلى دول الاتحاد الأوروبي.

وفي 12 إبريل/نيسان، فرضت وزارتا المالية الأميركية والبريطانية حظراً على استيراد الألومنيوم والنحاس والنيكل من أصل روسي إلى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى قيود على استخدامها في بورصات المعادن العالمية، وفي المشتقات المالية خارج البورصة، يأتي ذلك في إطار عقوبات إضافية متخذة مع المملكة المتحدة، وتهدف إلى خفض إيرادات موسكو.

وشدد السفير الروسي في واشنطن، أناتولي أنتونوف، على أن التقييد الذي تم فرضه هو خطوة أخرى غير مبررة ومسيسة تؤدي إلى اختلال التوازن في الوضع بالسوق العالمية. وتُعد روسيا منتجاً رئيسياً للمعادن الثلاثة، حيث تنتج 6% من الألومنيوم من الإنتاج العالمي، و4% من النحاس، و11% من معدن النيكل عالي النقاء، وفقاً لمجموعة "سيتي غروب".

المساهمون