الإسرائيليون منبوذون أينما حلوا أو رحلوا

19 نوفمبر 2024
مناهض للعدوان الإسرائيلي في أمستردام، 15 نوفمبر 2024 (سيمون ولفارت/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يواجه الإسرائيليون رفضًا عالميًا بسبب اتهامهم بجرائم ضد الفلسطينيين، مما أدى إلى عزلتهم في مناسبات سياسية ورياضية في مدن كبرى مثل هولندا وباريس ومدريد.

- تتزايد مقاطعة الإسرائيليين مع استمرار الصراع في غزة، حيث تُغلق الأسواق الدولية أمام المنتجات الإسرائيلية وترفض الدول والفنادق استقبال السياح الإسرائيليين، مما يضر بسمعة إسرائيل عالميًا.

- دعت إسرائيل مواطنيها لتجنب السفر إلى الشرق الأوسط وبعض الدول الأخرى بسبب حوادث استهدافهم، مما يعكس تزايد العداء تجاه الإسرائيليين على مختلف المستويات.

لا يلاقي الإسرائيليون ترحيباً أينما حلوا هذه الأيام ولسان حال كل من يقابلهم "لا مرحبا بكم ولا سهلاً، فأنتم شعب من القتلة ومصاصي الدماء، سنطاردكم في كل بقاع الأرض، لا أحد يريد رؤيتكم سواء في مناسبة سياسية كاجتماعات الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، أو حتى في مناسبة رياضية كما حدث قبل أيام حينما تمت ملاحقة مشجعيكم في هولندا، وبعدها باريس، وقبلها في العديد من عواصم العالم".

هو لسان الملايين حول العالم تجاه الشعب الإسرائيلي سواء كان سياسياً أو عسكريا أو حتى مجرد مواطن عادي أو سائح، وهذا هو مصير آلاف الإسرائيليين أينما حلوا أو رحلوا، باتوا منبوذين في كل مكان، تلاحقهم لعنات قتل الأطفال والنساء في غزة والضفة الغربية ولبنان، حالة مقاطعة جماعية وحظر شامل على تقديم الخدمات لهم حتى في الأماكن السياحية والمقاهي العامة.

ولم لا، فقد صفقوا لجرائم جيش الاحتلال حينما مارس أبشع جريمة إبادة جماعية في التاريخ الحديث، وطالبوا حكومة نتنياهو المجرمة بإزالة غزة وأهلها من على خريطة اليابسة، والتعامل مع الفلسطينيين على أنهم حيوانات بشرية، بل وضرورة ضربهم بالقنبلة الذرية.

لا يقتصر عدم الترحيب فقط على السياح الإسرائيليين بل يمتد إلى كل ما هو إسرائيلي، أسواق دولية أغلقت أبوابها في وجه السلع والمنتجات والصادرات الإسرائيلية

دول عدة أعلنت أن السياح الإسرائيليين غير مرحب بهم داخل أراضيها، جزر المالديف أعلنت حظرا شاملا لدخول الإسرائيليين إلى أراضيها. ورفضت مئات الفنادق والمطاعم حول العالم استقبال هذه الفئة من السيّاح، ورفعت لافتة : "نحن لا نستقبل الإسرائيليين"، وهو ما زاد من عزلتهم، بل إن سياحا إسرائيليين شكوا قبل أشهر من أن الفنادق في اليابان ترفض استقبالهم.

وقبل أيام قليلة رفض مدير أحد الفنادق الواقعة في منطقة دولوميت شمال إيطاليا استقبال سائحين ونزلاء إسرائيليين على الرغم من حيازتهم حجزا مؤكدا، متهما الشعب الإسرائيلي بـ"المسؤولية عن الإبادة الجماعية". وبسبب القرار تلقى صاحب الفندق تهديدات مباشرة من منظمات إسرائيلية دفعته إلى الاختفاء عن الأنظار وغلق صفحاته على مواقع التواصل.

تكرر المشهد في العديد من دول العالم، في مدينة مدريد الإسبانية، رفضت مطاعم ومقاه استقبال الإسرائيليين، وعلّقت لافتة مكتوبا عليها: "منطقة خالية من الصهاينة"، تكرر المشهد في هولندا وتركيا واسكتلندا وماليزيا وإندونيسيا وغيرها، ورفضت شركات سياحة يونانية تقديم حجز لسياح إسرائيليين. وعقب اندلاع معركة طوفان الأقصى، دعت دولة الاحتلال مواطنيها إلى تجنب الإقامة في جميع دول الشرق الأوسط، بما في ذلك تركيا ومصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب، بل ومغادرة هذه الدول فوراً.

الظاهرة متنامية مع استمرار حرب الإبادة على غزة، وهو ما دفع صحيفة "هآرتس" العبرية، إلى القول إنّ السيّاح الإسرائيليين "أصبحوا غير مرغوب فيهم"، عقب تسجيل عدة حوادث وملاحقات استهدفتهم بشكل مباشر خلال قضاء إجازتهم ببلدان مختلفة، وأبرزها حادثة فندق ماتيريال في كيوتو باليابان.

وفي المناسبات الرياضية الكبرى، لم يجد الإسرائيليون أنفسهم مرحباً بهم من قبل الجماهير، كما جرى في أولمبياد باريس2024، حيث قال النائب الفرنسي اليساري توما بورت إن الوفد الإسرائيلي غير مرحب به في باريس للمشاركة في الأولمبياد، وتكرر المشهد قبل أيام مع مواجهة المنتخبين الفرنسي والإسرائيلي في بطولة دوري الأمم الأوروبية. بل إن الآلاف تظاهروا في العاصمة الفرنسية قبل أيام ضد حفل يميني متطرف خصصت إيراداته لدعم الجيش الإسرائيلي.

لا يقتصر عدم الترحيب فقط على السياح، بل لا يحصد الإسرائيليون إلا الخيبة تجاه نظرة الجميع إلى كل ما هو إسرائيلي، فثمة أسواق دولية أغلقت أبوابها في وجه السلع والمنتجات والصادرات الإسرائيلية، ومن المستثمرين من انسحب من الشركات الإسرائيلية خوفاً من سلاح المقاطعة الشرس.

المساهمون