استمع إلى الملخص
- تستعد النمسا لانقطاع الغاز الروسي بتأمين مصادر بديلة من ألمانيا وإيطاليا، وتخزين الغاز بنسبة 90% لتلبية احتياجاتها لمدة عام.
- مع انتهاء اتفاقية عبور الغاز بين موسكو وكييف، تتجه أوروبا لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي، حيث أكدت مفوضة الطاقة الأوروبية توفر مصادر بديلة.
قالت شركة غازبروم الروسية لإنتاج الغاز إنها سترسل 42.4 مليون متر مكعب من الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا اليوم السبت، وهو المستوى نفسه الذي جرى تسليمه أمس الجمعة، رغم توقعات بوقف إمدادات الغاز إلى النمسا بسبب خلاف مرتبط بالتعاقد. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن بيانات من مشغلي خطوط أنابيب الغاز الأوروبية، قولهم إن صادرات الغاز من روسيا عبر أوكرانيا مستقرة، في حين لم تكن شركة (أو.إم.في) النمساوية من بين المتلقين للغاز.
وذكرت أن (أو.إم.في) تتلقى عادة حوالي 40% من تدفقات الغاز الروسي عبر أوكرانيا، أو حوالي 17 مليون متر مكعب يومياً. ولم يتضح بعد ما إذا كانت التدفقات قد أعيد توجيهها. وأخطرت روسيا أمس الجمعة، النمسا أنها ستعلق تسليمات الغاز عبر أوكرانيا اعتباراً من الساعة 05:00 بتوقيت غرينتش اليوم السبت، في تطور قد يشير إلى نهاية آخر إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا.
واتخذت شركة غازبروم هذا القرار رداً على إعلان شركة "أو إم في" الأربعاء الماضي، حكماً يمنحها الحق في المطالبة بتعويض قدره 230 مليون يورو بسبب قطع سابق للغاز لفرعها الألماني. ويضع هذا القرار حداً لحوالي ستة عقود من اعتماد النمسا بشكل كبير على الغاز الروسي، ولا سيما أنها استوردت هذا الصيف 90% من احتياجاتها من الغاز من روسيا، خصوصاً عبر أوكرانيا. وكانت "أو إم في" أول شركة غربية توقع عقداً مع الاتحاد السوفييتي لتزويدها بمصادر الطاقة في العام 1968، لكنها نوّعت جهات إمدادها منذ بداية النزاع في أوكرانيا.
ورغم أن دولاً كثيرة في قارة أوروبا قلصت وارداتها من الغاز عقب غزو موسكو الشامل لأوكرانيا في 2022، واصلت النمسا الاعتماد على الغاز الروسي، ويصل حجم الغاز الطبيعي المتأثر بالقرار في النمسا إلى 7400 ميغاوات/ساعة، وهو ما يعادل تقريباً خمسة تيراوات/ساعة شهرياً.
النمسا تستعد لانقطاع إمدادات الغاز الروسي
وقالت أو.إم.في إنها كانت تستعد منذ فترة لانقطاع إمدادات الغاز الروسي في نهاية المطاف وإنها لا يزال بوسعها توصيل الغاز إلى عملائها. وضمنت القدرة على نقل الغاز من ألمانيا وإيطاليا إلى النمسا، بالإضافة إلى توقيع عقود طويلة الأجل مع موردين آخرين للغاز. ويمكنها أيضاً الحصول على الغاز الطبيعي المسال من هولندا. بالإضافة إلى ذلك، فإن جميع مرافق التخزين ممتلئة حالياً بنسبة 90٪ تقريباً، مما يوفر ما يكفي من الغاز لتلبية احتياجات النمسا لمدة تقارب العام.
وقال المستشار النمساوي كارل نيهامر الجمعة، إن شركة غازبروم الروسية ستقطع الغاز الطبيعي عن بلاده السبت، وأضاف أن البلاد لديها إمدادات بديلة، وأن خزانات الغاز تحت الأرض في بلاده ممتلئة. وأكد نيهامر أن النمسا ستلتزم بسياستها تجاه أوكرانيا رغم القرار الروسي بوقف شحنات الغاز الطبيعي إلى البلاد بدءاً من السبت. وقال نيهامر إن غازبروم لم تف في عدة مناسبات في الماضي بالتزاماتها بالتسليم من أجل ممارسة الضغط على النمسا لدعمها لعقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا. وأضاف نيهامر أن" الإمدادات آمنة وأن مرافق تخزين الغاز لدينا ممتلئة كما أن لدينا قدرة كافية للحصول على الغاز من مناطق أخرى".
وقالت كادري سيمسون مفوضة الطاقة في الاتحاد الأوروبي لرويترز إن جميع دول التكتل التي تتلقى الغاز عبر أوكرانيا يمكنها الوصول إلى مصادر إمداد أخرى قد تسد الفجوة. وجاء تصريحها على هامش مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب29) في أذربيجان. وأضافت سيمسون "كنا في غاية الوضوح بشأن توفر إمدادات بديلة ولا حاجة إلى استمرار نقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا إلى أوروبا".
وينتهي سريان اتفاق بين موسكو وكييف لمدة خمس سنوات بشأن عبور صادرات الغاز الروسي من أوكرانيا إلى أوروبا في نهاية العام الجاري، ودأبت كييف على قول إنها لن تمدد العقد في ظل الصراع العسكري المستمر. وتعليق موسكو لإمدادات الغاز إلى النمسا، المتلقي الرئيسي للغاز عبر أوكرانيا، يعني أن روسيا لن تورد كميات كبيرة من الغاز إلا إلى المجر وسلوفاكيا، وفي حالة المجر عبر خط أنابيب يمر في الغالب عبر تركيا.
وفي المقابل، كانت روسيا توفر 40% من احتياجات الاتحاد الأوروبي من الغاز قبل أن ترسل موسكو الآلاف من قواتها إلى أوكرانيا في عام 2022. وأرسلت روسيا نحو 15 مليار متر مكعب من الغاز عبر أوكرانيا في عام 2023، أي نحو 8% فحسب من ذروة تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر طرق مختلفة في 2019/2018، وفقاً لبيانات جمعتها وكالة رويترز. ووفقاً لوكالة الطاقة الدولية، مر 65% من إمدادات الغاز التي تتلقاها النمسا وجارتاها المجر وسلوفاكيا عبر أوكرانيا في 2023.
(رويترز، العربي الجديد)