تشهد سوق المأكولات الحلال رواجاً متزايداً في الأسواق الروسية، حيث يتنامى عدد المطاعم والمؤسسات الناشطة في هذا المجال، وتحظى منتجاتها بشعبية كبيرة في أوساط المسلمين أو غيرهم.
ازدياد عدد المتاجر والمطاعم الحلال لافت للنظر في موسكو بشكل خاص، فبعدما كان يوجد متجران فقط قبل سنوات قليلة، تنامى العدد تدريجاً ليصبح بالعشرات، إضافة إلى الأقسام الخاصة بالمنتجات الحلال الموجودة داخل المراكز التجارية الكبرى.
ويشرف مركز "حلال" التابع لمجلس المفتين في روسيا على معايير ضبط الجودة وفق تعاليم الشريعة الإسلامية، ويصدر شهادات ترخيص وإشراف على عملية الإنتاج وبيع المنتجات.
ويقول مسؤول قسم ضبط الجودة للمنتجات الحلال لدى المركز الإسلامي في موسكو، محمد أمين مصطفى، لـ"العربي الجديد" إن الإقبال على هذه المنتجات أصبح أكبر بكثير الآن، لدرجة أن مروحة السوق تمددت إلى خارج روسيا، بحيث تُصدَّر المنتجات إلى دول أُخرى كانت تابعة لروسيا إبان عصر "الاتحاد السوفييتي" سابقاً.
وأوضح أن الإقبال على المنتجات والطعام الحلال ليس مصدرَه المسلمون والأجانب فقط، بل يأتي من الروس أنفسهم، نظراً لجودتها، ما يجعلهم يفضلونها على الكثير من المنتجات الأُخرى.
واللافت أن الطلب يتعاظم رغم ارتفاع أسعار المنتجات الحلال قياساً ببقية المنتجات الموجودة في السوق الروسية، عازياً هذا إلى أسباب، من بينها قلة توافر المنتجات الحلال، مقارنةً بوفرة بقية المنتجات، حيث إن عدد المصانع قليل في مركز موسكو، ومعظم الوحدات الأُخرى ليست مصانع، بل عبارة عن مراكز تعبئة وتغليف فقط.
"العربي الجديد" تجوّل مع بعض المواطنين وأصحاب المطاعم والمحال التجارية الخاصة ببيع المنتج الحلال، حيث أعرب العديد منهم عن رضاهم عن جودة السلع والأطعمة المعروضة، وكذلك عن أسعارها، رغم ارتفاعها النسبي.
في السياق، يقول روستام كاريموف، مدير أحد المطاعم الكبرى في موسكو: "نعمل بالمنتجات الحلال، لأن جودتها عالية، وكل اللحوم التي تباع لدينا نطلبها من كازاخستان. أما بقية المنتجات التي نستخدمها في إعداد البرغر والبيتزا، فنشتريها من روسيا، وهي بالطبع منتجات حلال أيضاً".
وأضاف أن "الكثير من السكان الروس يفضلون شراء المنتجات والأطعمة الحلال، لجودتها الفريدة، والكثير منهم يأتون ليأكلوا هنا".
وتؤكد المواطنة الروسية تاتيانا فلاديميروفا أنه "رغم أنني لست مسلمة، إلا أنني أفضّل الذهاب إلى مثل هذه المطاعم لأنني أجد فيها مأكولات ذات جودة عالية".
ويشير جافيج محمد، وهو بائع في أحد متاجر موسكو: "أعمل هنا منذ نحو 3 أعوام، ويوجد الكثير من المنتجات الحلال هنا"، ملاحظاً أن "سعر المنتجات متوسط، وليس مرتفعاً كما يُشاع".
ويقول مجلس الإفتاء من دون الكشف عن أرقام محددة، إن سوق منتجات الحلال في جميع أنحاء روسيا ترتفع بنسب بين 10% و15% سنوياً.