ارتفع إنتاج الصين من الفحم بنسبة بلغت نحو 10% منذ أواخر فبراير/شباط الماضي، ليصل إلى نحو 12 مليون طن يومياً، في مسعى من بكين لتحقيق الاستقرار في الإنتاج وضمان الإمداد.
وقالت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، اليوم الأحد، إن مخزون الفحم في محطات الطاقة في الصين بلغ 149 مليون طن، بزيادة أكثر من 30 مليون طن عن الرقم المسجل قبل عام واحد.
وأضافت اللجنة، وهي أعلى هيئة للتخطيط الاقتصادي، وفقاً لوكالة "شينخوا" أنه وسط تحسين السياسات لتحقيق الاستقرار في الإنتاج والإمداد، من المتوقع أن يظل إنتاج الفحم مرتفعاً ويزداد تدريجاً، ما يوفر أساساً متيناً لأسعار فحم مستقرة.
ومع نهاية العام الماضي وبداية العام الحالي، أمرت بكين مناجمها بإنتاج "أكبر قدر ممكن من الفحم" بسبب النقص في توليد الطاقة الكهربائية.
وبنتيجة ذلك، ارتفع استهلاك الفحم في ثاني أكبر اقتصادات العالم بنسبة 4,9% سنة 2021، ويتوقع أن يواصل الارتفاع خلال العام الجاري بسبب أزمة إمدادات الطاقة مع ارتفاع أسعار النفط والغاز عالمياً.
وتعتمد الصين بنسبة 56% على الفحم لتشغيل اقتصادها. وينتج البلد الآسيوي العملاق وحده 29% من الانبعاثات العالمية للغازات المسببة لمفعول الدفيئة، ما يوازي ضعفي انبعاثات الولايات المتحدة وثلاث مرات تلك الصادرة عن الاتحاد الأوروبي.
وفي 2021، عاود إنتاج الفحم الوطني الارتفاع، ليبلغ 4 مليارات طن، في أعلى مستوى له منذ عشر سنوات.
ووعدت بكين بتقليص استهلاكها للفحم اعتباراً من 2025، لكن ذلك لا يمنعها من زيادة قدراتها، مع محطات قادرة على العمل لأربعين عاماً في المعدل.
كان الرئيس الصيني شي جينبينغ، قد أعلن سنة 2020 أن بلاده ستبدأ بتقليص انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون قبل سنة 2030، وستبلغ الحياد الكربوني بعدها بثلاثة عقود.
ووعدت الصين، على غرار بلدان أخرى، خلال مفاوضات مؤتمر المناخ الدولي السادس والعشرين (كوب26) في غلاسكو في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، باعتماد خطة عمل تقدم بواسطتها خلال العقد الجاري تقليصاتها لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون تبعاً للمناطق وقطاعات الأنشطة.