أعلن مساعد وزير الطرق وإعمار المدن الإيراني ميعاد صالحي عن بدء الأعمال التنفيذية لمشروع الربط السككي بين شلمجة الإيرانية والبصرة العراقية بعد توقف دام 20 عاما على أساس خارطة طريق تم الاتفاق عليها بين مسؤولي البلدين.
وقال صالحي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" اليوم الأربعاء، إن إنشاء الخط السككي بين شلمجة والبصرة هو في الواقع إكمال للممر الكبير من الشرق إلى الغرب الذي انقطع لفترة كبيرة.
وأضاف المسؤول الإيراني بعد توقيع اتفاقية إنشاء خط سكك الحديد "شلمجة-البصرة" في بغداد أمس أننا وقعنا خارطة طريق حول هذا المشروع يتناول إزالة العقبات، مشيرا إلى الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتوقعة للخط.
الوصول إلى اللاذقية
ومنذ عام 2016، بدأ الحديث عن مشروع سكة حديد تربط ميناء الخميني بشلمجه الإيرانية (يقع الاثنان في محافظة خوزستان) ثم بالبصرة في العراق، وصولاً إلى ميناء اللاذقية على البحر المتوسط في سورية.
واعتبر الرئيس الإيراني السابق، حسن روحاني في تصريحات له في مايو/آيار الماضي، أنّ مشروع ربط شبكة السكك الحديدية بين مدينتي شلمجه (جنوب غربي إيران) والبصرة (جنوبي العراق) مهم للغاية، موضحاً أنّه سيربط إيران بالعراق وسورية ومنطقة البحر المتوسط، وسيساهم في تحقيق تغيير كبير في المنطقة.
وقال مساعد وزير الطرق والتنمية الحضرية خير الله خادمي في مايو الماضي أيضا، إنّ مشروع الربط السككي بين إيران والعراق وسورية، يتيح إمكانية نقل البضائع من باكستان أو ميناء تشابهار الإيراني (جنوب شرق) والبضائع التي تصل من الصين وآسيا الوسطى عبر القطار إلى منطقة "سرخس" (شمال شرق)، ثم إلى الموانئ السورية والبحر المتوسط عبر شبكة سكك الحديد العراقية.
وقال الصحافي المختص بالشأن الإيراني أيمن محمد في تصريحات سابقة لـ(لعربي الجديد) إن "هذا المشروع مرتبط باتفاقية التعاون الاستراتيجي بين الصين وإيران والتي تمتد لـ25 عاماً، والتي وقعها الطرفان مؤخرا، باعتبار أن مثل هذا المشروع الضخم والذي يمتد على مسافة 1041 كيلومتراً ويكلف قرابة 10 مليارات دولار، قد يصبح رديفاً لطريق الحرير الذي يمتد من الصين إلى باكستان فإيران إلى العراق وانتهاء بسورية".
الوصول إلى إسطنبول
وتعتمد إيران بشكل كبير على دول الجوار في تسويق بضائعها، في محاولة للتقليل من تداعيات العقوبات الخانقة التي أعادت الولايات المتحدة فرضها في أعقاب انسحاب الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي الموقع مع طهران.
وفي هذا السياق، أعلن مدير عام شؤون سكك الحديد في جنوب شرق إيران، حسين معصومي أول من أمس الاثنين، عن استئناف نشاط خط الشحن السككي بين باكستان وإيران وتركيا بعد توقف دام 10 أعوام، مؤكدا أهمية هذا الخط على مستوى المنطقة وخارجها.
وقال معصومي، إن أول قطار شحن في الخط السككي "إسلام آباد- طهران- إسطنبول" دخل الأراضي الإيرانية، الأحد الماضي، عن طریق حدود میرجاوة السككية.
وانطلق القطار، وفقا لوكالة "الأناضول"، من محطة "مارغالا" في العاصمة إسلام أباد، يوم الثلاثاء الماضي، ومن المتوقع أن يصل إلى إسطنبول خلال 10 أيام من وقت انطلاقه.