بدأت الإدراة العامة للبحوث الزراعية في إدلب أبحاثها على مشروع تربية "ذبابة الجندي السوداء"، والتي يمكن أن تتغذى على النفايات لتنتج في فترة لاحقة يرقات غنية بالبروتين يمكن استعمالها في إنتاج الأعلاف وتغذية الثروة الحيوانية والسمكية.
وقال عبد الحميد الخالد، مدير إدارة البحوث الزراعية، لـ"العربي الجديد": "بدأ المشروع في نهاية إبريل/ نيسان الماضي، ونتوقع أن يبدأ إنتاج اليرقات بعد نحو ثلاثة أشهر، حيث توضع الذبابة في ظروف مناسبة في انتظار وضعها للبيوض، والتي تتم غالباً بعد أربعة أيام، حيث تجمع البيوض وتنقل لمكان مناسب للتفقيس، وتحتاج مدة تقارب 45 يوماً حتى تصبح يرقة جاهزة غنية بالبروتين".
وأضاف الخالد: "يمكن تقديم اليرقات كعلف بشكل مباشر للأسماك والدواجن، ويمكن أن تجفف وتطحن وتخلط مع الأعلاف الجاهزة، حيث تتراوح نسبة البروتين في اليرقة ما بين 35 و40% من وزن اليرقة، وكل مائة كيلوغرام من اليرقات يمكن أن يعطي نحو 40 كيلوغراما من البروتين".
وتابع مدير إدارة البحوث الزراعية أن كل غرام واحد من بيوض الذبابة يمكن أن يضم 40 ألف بيضة، و"بحسب نسبة التفقيس يمكن أن نحصل على اليرقات، لكنه بكل تأكيد سيكون عددا كبيرا، ما يعكس أهمية هذا المشروع على البيئة وعلى مجال الاستثمار في الثروتين الحيوانية والسمكية، لاسيما أن تلك اليرقات تتغذى على النفايات بشكل مباشر، ما يعني تحويل النفايات لمواد بروتينية مفيدة".
وعن إمكانية الاستثمار الفردي في مثل هذه المشاريع، يقول الخالد: "من الممكن أن تتم التربية بشكل فردي من قبل أشخاص في أماكن مخصصة، لكن هذا الأمر متاح في فصلي الربيع والصيف فقط، حيث تحتاج البيوض لحرارة مناسبة لاكتمال دورتها، أما في فصل الشتاء فتحتاج للتدفئة بحيث تكون درجة الحرارة ما بين 28 إلى 30 درجة، وهو أمر مكلف بالنسبة للمربي".
وهذه التجربة لم تكن الأولى من نوعها في الشمال السوري، إذ نفذ مركز نواة للدراسة مشروعاً مشابهاً في العام الماضي، وبدأ بإكثار هذه الذبابة للاستفادة من يرقاتها.
يقول أحمد ليلى، مدير المركز، إن "كل غرام واحد من بيوض الذبابة يمكن أن يتحول إلى 5 كيلوغرامات من اليرقات خلال وقت قصير لا يتجاوز 12 يوما، وهذه اليرقات يمكن أن تقدم للحيوانات للتخفيض من كلفة استخدام الأعلاف".
من جانبه، يقول سعيد المصري مربي دواجن، لـ"العربي الجديد": "أتمنى أن تنجح مثل هذه المشاريع وتبصر النور، في هذه الحالة سنتخلص من جزء كبير من النفقات التي ندفعها ثمن الأعلاف، ويمكن لأي مربٍ أن يستثمر في تربية هذا النوع من الذباب في مزرعته، وبذلك يحصل على موارد ثابته من البروتين المجاني".
ويذكر أن هذا النوع من الذباب لا يعتبر من الآفات ولا ينقل أي نوع من الأمراض، ويمكن أن يساعد بشكل كبير في تحليل الروث والمواد العضوية وإرجاعها إلى التربة.