استمع إلى الملخص
- يواجه تحالف أوبك+ تحديات في إدارة الإنتاج، مع خطط لزيادة الإنتاج في ديسمبر بعد تأجيلها، وتراجع الإنتاج في سبتمبر بسبب اضطرابات في ليبيا وانخفاض الإنتاج في العراق.
- تتباين توقعات نمو الطلب لعام 2024 بين أوبك ووكالة الطاقة الدولية، حيث تتوقع أوبك نمواً أعلى من المتوسط التاريخي، بينما تتوقع الوكالة نمواً أقل بكثير.
خفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) اليوم الاثنين توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2024 لتعكس البيانات الصادرة حتى الآن هذا العام، وخفضت أيضاً التوقعات للعام المقبل، وهي المرة الثالثة على التوالي التي تعدل فيها المنظمة التوقعات بالخفض.
ويسلط خفض التوقعات الضوء على المعضلة التي تواجه تحالف أوبك+، الذي يضم أوبك وحلفاء مثل روسيا، إذ يعتزم التحالف البدء بزيادة الإنتاج في ديسمبر/كانون الأول بعد تأجيل هذه الخطوة في وقت سابق بسبب انخفاض الأسعار.
وقالت أوبك في تقريرها الشهري الذي أصدرته اليوم إن الطلب العالمي على النفط سينمو بمقدار 1.93 مليون برميل يومياً في عام 2024، مقابل 2.03 مليون برميل يومياً في التوقعات السابقة الشهر الماضي. وأبقت أوبك على توقعاتها من دون تغيير منذ صدورها لأول مرة في يوليو/تموز 2023 وحتى أغسطس/آب.
وتقف الصين وراء الجزء الأكبر من خفض التوقعات لعام 2024، إذ خفضت أوبك توقعاتها لنمو الطلب الصيني إلى 580 ألف برميل يومياً من 650 ألف برميل يومياً. وقالت أوبك إنه في حين أنها ستدعم تدابير التحفيز الحكومية الصينية الطلب في الربع الرابع، فإن استخدام النفط يواجه رياحاً معاكسة من التحديات الاقتصادية والخطوات نحو الوقود الأنظف.
وفي إشارة إلى أغسطس/آب، قالت المنظمة "استهلاك الديزل مستمر في التقلص بسبب تباطؤ النشاط الاقتصادي، خاصة التباطؤ في البناء وتشييد المساكن، واستخدام الغاز الطبيعي المسال بدلاً من وقود الديزل البترولي في الشاحنات". وبعد صدور التقرير، انخفضت أسعار النفط بنحو 2%، مع تداول خام برنت دون 78 دولاراً للبرميل.
وهناك تباين كبير في توقعات نمو الطلب في عام 2024، ويرجع ذلك جزئياً إلى اختلاف التوقعات بشأن الطلب من الصين ووتيرة التحول العالمي إلى مصادر الوقود الأقل تسبباً في التلوث. ولا تزال توقعات أوبك هي الأعلى بين تقديرات قطاع النفط مقارنة بوكالة الطاقة الدولية.
وقالت أوبك إن نمو الطلب هذا العام لا يزال أعلى من المتوسط التاريخي البالغ 1.4 مليون برميل يومياً المسجل قبل جائحة كوفيد-19، التي سبّبت انخفاض استهلاك النفط حينها. وخفضت أوبك أيضاً التوقعات لنمو الطلب على النفط في 2025 إلى 1.64 مليون برميل يومياً مقابل 1.74 مليون برميل يومياً في التوقعات السابقة.
أوبك وانخفاض إنتاج ليبيا والعراق وروسيا
نفذ تحالف أوبك+ سلسلة من تخفيضات الإنتاج منذ أواخر 2022 لدعم السوق، معظمها سيظل سارياً حتى نهاية 2025. وكان من المقرر أن تبدأ المنظمة بالإلغاء التدريجي لأحدث شريحة من تخفيضات الإنتاج البالغة 2.2 مليون برميل يومياً اعتباراً من أكتوبر/تشرين الأول، لكنها قررت تأجيل الخطة لمدة شهرين بعد انخفاض أسعار النفط.
وأظهر تقرير أوبك تراجع الإنتاج في سبتمبر/أيلول بسبب الاضطرابات في ليبيا وانخفاض الإنتاج في العراق. ووصل إنتاج أوبك+ إلى 40.1 مليون برميل يومياً، بانخفاض 557 ألف برميل يومياً عن أغسطس/آب. وبلغ إنتاج العراق 4.11 ملايين برميل يومياً، بانخفاض 155 ألف برميل يومياً، لكنه لا يزال أعلى من حصته البالغة أربعة ملايين برميل يومياً.
وإلى جانب العراق، قالت أوبك إن روسيا وكازاخستان من بين الدول التي تجاوز حجم إنتاجها الحصة الموضوعة لها. وجاء في التقرير أن روسيا خفضت إنتاجها في سبتمبر/أيلول 28 ألف برميل يومياً إلى نحو تسعة ملايين برميل يومياً، مشيرة إلى بيانات من مصادر ثانوية مثل المؤسسات الاستشارية. على جانب آخر، رفعت كازاخستان إنتاجها 75 ألف برميل يومياً إلى 1.55 مليون برميل يومياً.
وتوقعت أوبك في تقريرها وصول حجم الطلب على خام أوبك+ إلى 43.7 مليون برميل يومياً في الربع الرابع. ومن جانبها، تتوقع وكالة الطاقة الدولية، التي تمثل الدول الصناعية، نمواً في الطلب أقل بكثير من أوبك عند 900 ألف برميل يومياً في 2024. ومن المقرر أن تحدث الوكالة توقعاتها غداً الثلاثاء.
(رويترز، العربي الجديد)