غادة العابو أو "أم صبحي"، كما ترغب في مناداتها حتى تبقى تتذكر ابنها صبحي الذي اختطفه النظام السوري وأخفاه بعد استصداره جواز سفر واستعداده للرحيل عن موطنه، ليختفي أثره تماماً ولم تعد أمه وأسرته تعلمان عنه شيئاً.
"أم صبحي" عانت كغيرها من السوريين مرارة الحرب والفقد، بسبب ما حصل مع ابنها الذي لا يزال مصيره مجهولا حتى الآن، فيما تتعيّن عليها رعاية أبنائها وأحفادها، ولم يسعفها أجر عملها لدى شركات مختلفة لسد رمق أسرتها.
ومن أجل كسب رزقها، أطلقت "أم صبحي" مشروعاً يمكّنها من الطبخ داخل منزلها المتواضع، وبيعه إلى المطاعم العربية المنتشرة في إسطنبول، لتحقق بذلك نجاحاً كبيراً.
وقالت غادة لـ"العربي الجديد" إنها تلقت دعماً معنوياً كبيراً من المجتمع التركي، وإنها لم تشعر يوماً أنها مغتربة، بل إن تركيا أصبحت بلدها الآن رغم عجزها عن التحدث باللغة التركية جيداً، إلا أنها استطاعت التواصل مع الأتراك.
وبسبب نجاح مشروعها الخاص المنزلي، ومع بداية جائحة كورونا، قرر أحد أصحاب المطاعم ويُدعى "أبو عمار" مساعدة "أم صبحي" بحيث يستفيد من الوجبات المنزلية التي تُعدها ليسوقها في مطعمه.