خلاف أميركي أوروبي حول فرض العقوبات على النفط والغاز الروسيين.. والأسواق تترقب

07 مارس 2022
روسيا لاعب رئيس في أسواق الطاقة العالمية (Getty)
+ الخط -

تترقب أسواق الطاقة العالمية النقاش والخلاف الحالي داخل المعسكر الغربي، حيث تقود الولايات المتحدة جهودا لإصدار قرار من الحلفاء بفرض عقوبات على واردات النفط والغاز الروسيين، في الوقت الذي تقود فيه ألمانيا تيارا أوروبيا فاعلا يرفض تلك العقوبات.

وارتفعت أسعار النفط اليوم بنحو 10% في بداية التعاملات في الأسواق الأسيوية، لتصل إلى نحو 131 دولاراً للبرميل وسط توقعات بمزيد من الارتفاع في حال الوصول إلى قرار بفرض العقوبات وعدم نجاح المحادثات النووية مع إيران.

وروسيا لاعب رئيس في أسواق الطاقة العالمية، فوفقا لبيانات وزارة الطاقة الروسية، وصل إنتاج النفط ومكثفات الغاز الروسي إلى 10.52 ملايين برميل يوميا في العام 2021 من 10.27 ملايين في 2020.

وتوقع ألكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء، في تصريحات سابقة، ارتفاع إنتاج النفط في البلاد إلى ما بين 540 و560 مليون طن (ما بين 11.8 مليون برميل و11.2 مليوناً يومياً) في 2022، وإلى ما بين 542 مليون طن و562 مليوناً في 2023.
وقفز إنتاج الغاز الطبيعي عشرة في المئة إلى 762.3 مليار متر مكعب خلال العام بأكمله.

إصرار أميركي

وقالت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، أمس الأحد، إن المجلس يدرس قانونا لحظر استيراد النفط الروسي، وإن الكونغرس يعتزم اعتماد عشرة مليارات دولار هذا الأسبوع كمساعدات لأوكرانيا ردا على الغزو العسكري الروسي لها.

وأكدت بيلوسي في رسالة، وفقا لوكالة "رويترز"، أن "مجلس النواب يدرس حاليا قوانين قوية ستزيد من عزلة روسيا عن الاقتصاد العالمي".
وأضافت أن "مشروع القانون سيحظر استيراد النفط ومنتجات الطاقة الروسية إلى الولايات المتحدة، ويفسخ العلاقات التجارية الطبيعية مع روسيا وروسيا البيضاء، ويتخذ الخطوة الأولى لمنع روسيا من الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية." 

يأتي ذلك بعد أن أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأحد، أن الولايات المتحدة (الأكبر اقتصاديا في العالم) والاتحاد الأوروبي (الذي يحتل مجتمعاً المرتبة الثانية عالميا): "يناقشان بشكل مكثف" إمكانية حظر واردات النفط الروسي ردا على غزو أوكرانيا.

وقال في تصريح لشبكة "سي أن أن" الأميركية "نتحدث مع شركائنا الأوروبيين وحلفائنا للنظر، بطريقة منسقة، في فكرة حظر استيراد النفط الروسي مع ضمان بقاء إمدادات كافية من النفط في الأسواق العالمية".

وفي اليابان، الاقتصاد الثالث عالميا، ذكرت وكالة كيودو للأنباء، اليوم الاثنين، أن طوكيو، التي تعتبر روسيا خامس أكبر مورد للنفط الخام لها، تجري محادثات مع الولايات المتحدة ودول أوروبية بشأن احتمال حظر واردات النفط الروسي.

وردا على سؤال بشأن احتمال حظر واردات النفط الروسية، أحجم كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني هيروكازو ماتسونو عن التعليق على اتصالات بلاده مع الولايات المتحدة.

واستوردت اليابان 3.63 في المئة من احتياجاتها من النفط الخام من روسيا العام الماضي.

واستبعد وزير الصناعة الياباني كويشي هاجيودا أن يكون للعقوبات المفروضة على روسيا تأثير مباشر على قدرة اليابان على تأمين إمدادات ثابتة من الغاز الطبيعي المسال، لكنها قد تؤثر بشكل غير مباشر على المشروعات المتعلقة بالطاقة.

وقال أمام البرلمان، وفقا لـ"رويترز"، "إننا سنراقب (التطورات) عن كثب"، مضيفا أن اليابان ستتصرف بشكل مناسب بالتوافق مع مجموعة السبع.

وتمتلك الحكومة والشركات اليابانية حصصا في مشروعات للنفط والغاز الطبيعي المسال في روسيا.

رفض ألماني وحذر أوروبي

من جانبها، أعربت ألمانيا، التي تعد رابع اقتصاد في العالم والأكبر أوروبيا، عن رفضها فكرة فرض عقوبات على واردات الطاقة الروسية، في الوقت الذي أبدى فيه الاتحاد الأوروبي حذرا في الرد على المطالب الأميركية .
وعبّر وزيرا الخارجية والمال عن رفضهما فرض حظر على واردات الغاز والنفط والفحم من روسيا في إطار عقوبات جديدة مرتبطة بغزو أوكرانيا.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك لقناة "إيه آر دي":  "يجب أن نكون قادرين على الاستمرار في فرض العقوبات بمرور الوقت".

وأضافت أن فرض العقوبات سيكون "غير مجدٍ إذا اكتشفنا في غضون ثلاثة أسابيع أنه لم يتبق لدينا سوى أيام قليلة من التغذية بالكهرباء في ألمانيا، وأنه سيتعين علينا الرجوع عن هذه العقوبات".
وبدا وزير المال الألماني كريستيان ليندنر مشككا أيضا، وقال لصحيفة "بيلد": "يجب ألا نحد من قدرتنا على الصمود بمرور الوقت"، معتبرا أن "اتخاذ قرار أحادي بشأن حظر" واردات الغاز والنفط والفحم من روسيا "سيكون له تأثير سلبي على هذه القدرة".
من جهتها، بدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين أكثر حذرا، الأحد، أثناء حديثها لشبكة "سي أن أن"، حيث اعتبرت أن الهدف هو "أن نجعل من المستحيل على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تمويل حروبه"، مؤكدة أن على دول الاتحاد الأوروبي "التخلص من الاعتماد على الطاقة الأحفورية الروسية".
وأضافت فون ديرلاين "لذلك نناقش في الاتحاد الأوروبي مقاربة استراتيجية حول تسريع الاستثمارات في الطاقات المتجددة، وتنويع إمداداتنا في مجال الطاقة"، من دون أن تأتي على ذكر حظر واردات الطاقة من روسيا.

والمسألة أكثر تعقيدا بالنسبة لأوروبا التي تزودها روسيا بنحو 40 بالمئة من احتياجاتها من الغاز، في حين أن الولايات المتحدة منتج رئيسي للنفط وتزودها روسيا بنحو 8 إلى 10% فقط من حاجاتها النفطية.

تأهب صيني

في السياق، قال مسؤولو التخطيط الحكومي في الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، اليوم الاثنين، إن الحكومة قادرة على توفير إمدادات كافية من الطاقة على الرغم من التحديات الخطيرة، مع تعزيزها القدرات المحلية لإنتاج الطاقة والاحتياطيات لإبقاء الأسعار تحت السيطرة.

وقال ليان وليانغ، نائب مدير اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، على هامش اجتماع البرلمان الصيني، إن "الصراعات الجيوسياسية والتغيرات في العرض والطلب العالميين للطاقة (حيث تعد الصين المستورد الأول عالميا) تشكل تحديا لتوفير إمدادات آمنة للطاقة لدينا".
وأضاف "لكننا واثقون من قدرتنا على تأمين إمدادات الطاقة في الصين".

ومثلت روسيا ثانيَ أكبر مورد للنفط إلى الصين، العام الماضي، وفقا لأرقام رسمية حديثة، بنحو مليوني برميل يوميا.
وتعتزم هيئة التخطيط الحكومية زيادة الإنتاج والاحتياطيات من النفط والغاز، وكذلك الفحم، التي تشغل أكثر من 60 في المئة من محطات توليد الكهرباء في الصين.

المساهمون