ارتفعت أسعار الألبسة الصيفية في معظم الأسواق السورية بشكل حاد يفوق قدرة المواطن الشرائية، مع اقتراب حلول فصل الصيف. ويعود ارتفاع الأسعار لأسباب متعددة، منها سعر تصريف الليرة السورية المتقلب أمام الدولار إضافة إلى الاضطرابات التي تشهدها الأسواق، سواء في مناطق سيطرة النظام السوري أو المعارضة في الشمال وحتى مناطق سيطرة الإدارة الذاتية شمال شرق البلاد.
وقال الخبير الاقتصادي السوري مرشد النايف لـ"العربي الجديد" إن ارتفاع الأسعار الحاصل في قطاع الألبسة الصيفية يمكن إرجاعه إلى الاضطراب في الأسواق داخل سورية، والناجم عن القرارات الأخيرة التي اتخذها مصرف سورية المركزي حول تخفيض قيمة العملة السورية، بما فيها حوالات المغتربين، ولما لهذه القرارات من تأثير اقتصادي على كافة المنتجات السورية والمواد الأولية المستوردة بشكل عام.
وأشار النايف إلى أسباب أخرى منها الموجات التضخمية العالية جداً، التي تشهدها السوق السورية من جرّاء الفوضى الحاصلة، والقرارات المتخبطة التي تصدر عن سلطات النظام السوري، وخاصة إدارته الاقتصادية من دون دراسة جدواها. وبين أن العوامل التي أدت أيضا لتراجع حركة الشراء بالنسبة للمواطنين، الفارق الكبير بين الدخل والأسعار، ففي المناطق المحررة من ريف إدلب يقدر متوسط دخل العامل اليومي بنحو 8 ليرات تركية، بينما يبلغ سعر "تيشرت" الأطفال نحو 10 ليرات تركية، بالحد الأدنى.
وقالت المواطنة خولة أم عامر (42 عاما)، والتي تتكون عائلتها من سبعة أفراد لـ"العربي الجديد"، إن شراء ملابس لخمسة أطفال في فصل الصيف امر يستنزف كل ما تدخره العائلة، حيث بلغت تكلفة شراء ملابس أطفالها نحو 500 ليرة تركية، ما يمنعها من تلبية طلبات أولادها.
وارتفعت أسعار الملابس الصيفية في مناطق سيطرة النظام السوري بنسبة 50 في المائة خلال أقل من شهرين في معظم الأسواق، ما دفع الأسر للعزوف عن الشراء، كما أوضح الأربعيني فؤاد، المقيم في حي دف الشوك في دمشق خلال حديث مع "العربي الجديد"، مشيرا إلى أن سعر الـ"تي شيرت" الرجالي يبلغ نحو 50 ألف ليرة سورية (16 دولارا)، وهذا يعادل بالنسبة له كموظف 95 في المائة من الراتب الشهري الذي يتقاضاه.