قال تقرير دولي متخصص اليوم الاثنين، إن أسواق الأرز العالمية قد تتعرض لمزيد من الضغوط بسبب الفيضانات التي تغمر بعض المقاطعات الرئيسية في الصين، الدولة الكبرى المستهلكة للمحصول في العالم.
وحسب تقرير وكالة التصنيف الأميركية الشهيرة فيتش، فإن الصين قد تواجه نقصا في محصول الأرز، وقد تحتاج إلى النظر في استيراد المزيد من السلعة الغذائية الأهم في العالم، إذا انخفضت محاصيلها، بمعدلات كبيرة. وهذا يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار الأرز العالمية.
وتكافح الصين، أكبر منتج للأرز في العالم، مخاطر الأمطار الغزيرة والفيضانات.
وقالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني في تقرير بهذا الصدد: "من المرجح أن تؤدي الأمطار الغزيرة في المنطقة الشمالية الشرقية المنتجة للحبوب في الصين إلى تراجع إنتاج محصول الأرز في هذا الموسم".
فيتش: الصين قد تواجه نقصاً في محصول الأرز، وقد تحتاج إلى النظر في استيراد المزيد من السلعة الغذائية الأهم في العالم
وأشار التقرير الذي نشرت قناة "سي إن بي سي" الأميركية اليوم الاثنين مقتطفات منه، إلى أن الصين هي أكبر منتج للأرز في العالم، تواجه مستويات مرتفعة من الفيضانات بثلاث مقاطعات تمثل نسبة 23% من إنتاج الأرز في البلاد. وهذه المقاطعات هي منغوليا الداخلية وجيلين وهيلونغجيانغ.
وحسب التقرير، غمرت الفيضانات المدمرة أراضي ثاني أكبر اقتصاد في العالم في الأسابيع الأخيرة.
وكان إعصار دوكسوري إحدى أسوأ العواصف التي تضرب شمال الصين منذ سنوات، حيث تعرضت العاصمة بكين لهطول أمطار غزيرة منذ 140 عاماً.
ومن المتوقع أن تؤثر الفيضانات على أسعار الأرز بدول مجلس التعاون الخليجي، التي تعد بين أكبر الأسواق استيرادا للأرز من نوعية البسمتي في العالم.
وحسب نشرة منظمة الغذاء العالمية، بلغت قيمة واردات الأرز في دول مجلس التعاون 1.6 مليار دولار في نهاية العام الماضي 2022، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 1.7 مليار دولار في العام 2028.
وأشارت "فيتش" إلى أن العديد من مناطق إنتاج الحبوب الرئيسية في تلك المقاطعات الثلاث تأثرت بالأمطار الغزيرة وبقايا إعصار دوكسوري، ومن المتوقع أن تواجه "طوفانًا آخر مع تحرك إعصار خانون شمالًا".
وذكر تقرير "فيتش" أن حقول الحبوب المنقوعة الناتجة ستقلل من إنتاج المحاصيل لهذا العام، على الرغم من أن المدى الكامل للضرر لم يتضح بعد.
بلغت قيمة واردات الأرز في دول الخليج 1.6 مليار دولار في نهاية 2022، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 1.7 مليار دولار في 2028
وقالت وكالة التصنيف الائتماني إن الصين قد تواجه نقصاً في كميات الأرز، مما قد يؤدي إلى رفع أسعار الحبوب المحلية في الصين، وبالتالي من المرجح أن يؤدي كذلك إلى ارتفاع واردات البلاد من الحبوب في النصف الثاني من العام الجاري 2023 لتعويض الخسارة المحتملة في إمدادات الأرز جزئياً.
وارتفعت أسعار الأرز العالمية إلى أعلى مستوياتها في ما يقرب من 12 عاماً، وفقًا لمؤشر أسعار أنواع الأرز الذي تنشره منظمة الأغذية والزراعة في روما.
ويقدر مراقبو السوق ارتفاع أسعار الأرز في المستقبل بعدما حظرت الهند صادرات الأرز الأبيض غير البسمتي الشهر الماضي، وحثت تايلاند المزارعين على زراعة أرز أقل في محاولة لتوفير المياه نتيجة قلة هطول الأمطار.
وحسب تقرير "فيتش"، حظرت الهند التي تمثل أكثر من 40% من تجارة الأرز العالمية تصدير الأرز الأبيض غير البسمتي في 20 يوليو/تموز، حيث سعت الحكومة إلى السيطرة على ارتفاع أسعار المواد الغذائية المحلية.
وتحوم أسعار الأرز حالياً عند أعلى مستوياتها خلال عقد من الزمن، حيث بلغت العقود الآجلة للأرز الخام في آخر تداول 15.98 دولاراً لكل مائة وزن (cwt).
وبالإضافة إلى الأرز، أشار تقرير "فيتش" أيضاً إلى تأثير الفيضانات في الصين على محاصيل الذرة وفول الصويا، وهي من بين المحاصيل الرئيسية المزروعة في مقاطعات منغوليا الداخلية وجيلين وهيلونغجيانغ، والتي تأثرت بمخاطر الفيضانات. ومن المتوقع أن تستورد الصين المزيد من الحبوب هذا العام مقارنة بالعام الماضي.