انسحبت أزمة الطاقة ونقص الموظفين في ألمانيا على أسواق عيد الميلاد هذا العام، إذ لجأ مشغلوها إلى اعتماد نمط عمل مختلف عن المعتاد، لاسيما أن التضخم أيضا ساهم في الحد من القدرة الشرائية للأفراد، ما حتم على القيّمين على الأسواق الميلادية تقليص مساحتها مع تراجع أعداد مرتاديها.
وأمام هذا الواقع، وللحد من تكاليف الطاقة، عمد المسؤولون عن الأسواق الميلادية في المدن والبلدات إلى التقليل من الإضاءة وتقصير دوامات العمل واعتماد تدابير التوفير الضرورية، بعد أن تلقّوا من السلطات المعنية رسائل وتوجيهات بهذا الخصوص.
وشهد العديد من الأسواق هذا العام غياب حلبات التزلج على الجليد وبعض الألعاب التي تتطلب استهلاكا كبيرا للطاقة، وكذا الاستغناء عن تدفئة المنصات والتخلي عن تركيب أي مدافئ في الفناء أو سخانات الأشعة تحت الحمراء.
وفي هذا الإطار، قال المدير الإداري لوكالة الطاقة الحكومية في ولاية إيسن، كارستن ماكغوفرن، في تقرير نشرته شبكة "ايه آر دي" الإخبارية، إنه من غير المألوف أن يصار إلى استهلاك أكثر من مليون كيلوواط ساعة في أسواق عيد الميلاد الكبيرة في ظل الأزمة الحالية.
وشرح أن أكبر استهلاك للطاقة يتمثل في الإضاءة ومنصات البيع وسخانات المشروبات. ولفت إلى أن حلبة تزلج بمساحة 300 متر مربع تستهلك حوالي 10000 كيلوواط ساعة، وهذا ما يتوافق تقريبا مع استهلاك الكهرباء لأسرتين من أربعة أفراد سنويا.
وفي هذا السياق، تفيد التقارير بأنه للمساهمة في ترشيد الإنفاق يحاول المساهمون في فعاليات أسواق الميلاد استبدال الكثير من أنواع الإضاءة التي تزين أكشاكهم بلمبات موفرة للطاقة.
وقالت المديرة الإدارية المنظمة لأسواق الميلاد في مدينة دارمشتات، آنيا هيردل، إنه بهدف توفير الطاقة تتوافر الإضاءة الخارجية للمدرجات وأضواء الميلاد بين الساعة 4 بعد الظهر و10 مساء فقط، مفيدة في هذا المجال أيضا أنه تم الاستغناء عن عدد من المجسمات الضوئية التي ترمز للمناسبة.
كذلك، وفي مدن مثل غيسن وفيسبادن وفورمس وغيرها، تمت الاستعاضة عن حلبة التزلج بتركيب قرية ميلادية مكانها. وتعمد العديد من الاكشاك التي تبيع المأكولات كالنقانق مثلا إلى استخدام الحطب.
وأشار رئيس جمعية دارمشتات شومانز التي تستحوذ على العديد من الأكشاك الميلادية، ميخائيل هوسمان، إلى أن مشغلي الأكشاك واجهوا هذا العام صعوبة في توفير عدد كاف من الموظفين أصحاب الخبرة والذين عملوا لسنوات معهم، والسبب أنهم بدلوا طبيعة عملهم مع تفشي جائحة كورونا خلال العامين المنصرمين.
ولفت أيضا إلى أنه تم التقليل من المساحات المعتمدة للأسواق، خاصة الصغيرة منها، مع تراجع أعداد الزوار، فضلا عن أن الكثيرين من أصحاب الحرف اليدوية وشركات قطاع الفنون الذين تضررت مصالحهم مع تفشي جائحة كورونا لم يهتموا كثيرا بعرض مقتنياتهم وزينتهم هذا العام. قبل أن يشدد على أنه لا داعي للقلق لأن أسواق الميلاد ستعود مستقبلا لتكسب زخمها، لاسيما وأنها تحظى بشعبية كبيرة.