أزمة الرقائق تضرب صناعة السيارات من جديد: "فورد" توقف إنتاج شاحنات و"هيونداي" تقلص العمل

19 اغسطس 2021
مصنع لتجميع شاحنات "فورد" في الولايات المتحدة (Getty)
+ الخط -

أطلت أزمة تقص الرقائق الإلكترونية (أشباه الموصلات) من جديد، لتدفع شركات عالمية لصناعة السيارات نحو وقف الإنتاج أو خفض طاقتها، ما يزيد من احتمال رفع الشركات أسعار المركبات وخفض معايير الرفاهية في العديد من الطرازات.

وأعلنت شركة "فورد موتور" الأميركية، أنها ستغلق مؤقتاً مصنعها للتجميع في مدينة كانساس سيتي، الذي يصنع شاحناتها الصغيرة الأفضل مبيعاً "إف-150" بسبب نقص في مكون مرتبط بأشباه الموصلات ناتج من جائحة فيروس كورونا الجديد في ماليزيا.

وقال ثاني أكبر صانع أميركي للسيارات، بحسب وكالة "رويترز"، اليوم الخميس، إنّ الإغلاق الذي يستمر أسبوعاً سيبدأ في 23 أغسطس/ آب الجاري.

وتضررت صناعة السيارات العالمية بشدة من نقص في الرقائق الإلكترونية تسبب في تخفيضات كبيرة للإنتاج.

"هيونداي" تهدف إلى بيع 4.16 ملايين سيارة على مستوى العالم هذا العام، بزيادة تبلغ نسبتها 11% عن 3.74 ملايين وحدة باعتها في 2020.

وفي السياق، قالت شركة "هيونداي موتور" الكورية الجنوبية، إنها ستخفض الإنتاج في مصنعها بالولايات المتحدة هذا الأسبوع؛ بسبب نقص الرقائق أيضاً.

وقال متحدث باسم الشركة عبر الهاتف، وفق وكالة "يونهاب" الكورية، إنّ "هيونداي موتور" ستخفض إنتاج السيارات في مصنعها في ألاباما الأميركية. وكان المصنع ذاته قد أوقف العمل لمدة أسبوع في يوليو/تموز الماضي بسبب نفس المشكلة.

ومن يناير/كانون الثاني إلى يوليو/تموز، ارتفعت مبيعات سيارات "هيونداي" بنسبة 22% لتصل إلى 2.34 مليون وحدة من 1.92 مليون في الفترة نفسها من العام الماضي 2020.

وتهدف "هيونداي" إلى بيع 4.16 ملايين سيارة على مستوى العالم هذا العام، بزيادة قدرها 11% عن 3.74 ملايين وحدة باعتها في العام الماضي.

ومنذ نهاية عام 2020، أصبح من الصعب العثور على الرقائق الإلكترونية المستخدمة في إدارة المحركات وأنظمة مساعدة السائق، والتي تأتي معظمها من آسيا خاصة تايوان، حيث تسبب العام الأول للجائحة في توجيه معظم إنتاج الرقائق نحو الأجهزة الإلكترونية والهواتف الذكية، التي ارتفع الطلب عليها خلال فترات الحجر الصحي والعمل من المنزل لأشهر طويلة في مختلف أنحاء العالم.

وعندما تضررت شركات السيارات للمرة الأولى من نقص الرقائق في نهاية العام الماضي، اضطرت إلى تعطيل المصانع، ما انعكس على مستويات الإنتاج حتى مايو/أيار الماضي، ودفع الكثير من الشركات إلى مجاراة الواقع للحفاظ على بعض إنتاجها على الأقل، ولكن على حساب الرفاهية في الكثير من الطرازات.

فقد تخلت "نيسان"، عملاق صناعة السيارات الياباني، عن تركيب أنظمة الملاحة في آلاف المركبات التي تحتوي عليها عادة بسبب نقص الرقائق، وفق تقرير لوكالة "بلومبيرغ" الأميركية، في مايو/أيار الماضي، كما لم تعد شركة "رام" الأميركية توفر في شاحنات "بيك أب 1500" المرآة الخلفية الذكية التي تراقب النقاط العمياء.

كما توقَّفت "رينو" الفرنسية عن تركيب الشاشات الرقمية كبيرة الحجم خلف المقود في سيارتها "أركانا" Arkana الرياضية متعددة الاستخدامات لتوفير الرقائق.

كذلك كشفت شركة "جنرال موتورز" الأميركية عن أنها صنعت بعض شاحنات "شيفروليه سيلفرادو" الصغيرة بدون وحدة معينة مهمتها الاقتصاد في استهلاك الوقود، مما يكلف السائقين حوالي ميل واحد للغالون الواحد.

وتعدُّ أزمة الرقائق اختباراً تاريخياً لقطاع السيارات، في الوقت الذي يحاول المنتجون تسريع التحول نحو السيارات الكهربائية الذكية.

المساهمون