انتحار رين هانغ: قرار بالمغادرة

25 فبراير 2017
(من أعمال هانغ)
+ الخط -
منذ أسابيع، جرى الاحتفاء في أكثر من بلد أوروبي بإصدار ألبوم فوتوغرافي للمصوّر الصيني رين هانغ، بعد أن سبقته شهرته في الولايات المتحدة منذ 2015. كل ذلك كان يوحي بأن هانغ يعيش في بداية عقده الثالث أجمل أيام حياته، غير أنه صدم متابعيه حين أقدم على الانتحار أمس بإلقاء نفسه من نافذة شقته في بكّين.

في هذه الأيام التي شهدت رحيله، تقام معارض كثيرة لأعمال هانغ من بينها واحدة في المدينة التي فارق فيها الحياة، وأخرى في أمستردام وثالثة في ستوكهولم. بحسب تصريحات مقربين من المصوّر الفوتوغرافي للصحف المحلية والعالمية، فإن الراحل كان يعيش حالة انهيار عصبي، بعضهم فسّرها بنسق حياته الذي فرضته المعارض وكثرة الأسفار.

ولد هانغ في 1987 في مدينة شانغشون الصينية، وإلى جانب التصوير الفوتوغرافي كانت له كتابات شعرية قريبة من شكل الهايكو الياباني. ثمة عنصران ثابتان في أعماله؛ العري الجسدي وحضور الطبيعة وهو ما منح لقطاته فرادة سرعان ما تحوّلت إلى شهرة عالمية حين وصلت أعماله إلى مديري المجلات في نيويورك وباريس.

توجُّه هانغ كان يعبّر أيضاً عن صورة جديدة للصين، صورة مليئة بالحريات واختراق المحظورات، كما أنه أحد الفنانين الشباب القلائل من بلاد ماو الذين جرى الانتباه إليهم بعيداً عن المواقف السياسية المعارضة للنظام الصيني، بالرغم منه أنه عرف تضييقات كثيرة بسبب ارتفاع درجة العري في أعماله.

لا يحمل العري الذي نجده في معظم أعمال هانغ نزعة إيروسية، وهي مفارقة جعلت نقّاد الفن يتحدّثون عن "ستايل" أو أسلوب جديد، وكان هو نفسه قد تحدّث عن ذلك في حوار أجرته معه صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية منذ أشهر وقال فيه "حين نكون عراة، نكون طبيعيين أكثر".

إذا سلّمنا بأن شهرة هانغ كانت في تسارع في الشهور الأخيرة، فإن خبر انتحاره سيكون عاملاً آخر من عوامل شهرته، وربما يضيء أكثر من مساحة في ما قدّمه من أعمال.

المساهمون