"المخطوطات الجورجية والعربية": مشتركات حضارية

24 مايو 2016
(من مخطوطات المعرض)
+ الخط -

يعود الاهتمام مؤخراً بالمشتركات الحضارية بين الثقافتين العربية والقوقازية، وخصوصاً دراسة التأثير الإسلامي المبكر منذ القرن السابع الميلادي في أذربيجان وجورجيا وأرمينيا، رغم عدم تحوّل البلدين الأخيرين إلى الإسلام، وقد أطلق العرب على تلك المنطقة "جبل الألسن" نظراً لتعدّد اللغات وتنوّعها لدى قبائلها.

تمثّلت أبرز ملامح التأثر بالعربية في مرحلة الأبجدية الثانية لبلدان القوقاز، حيث ظهر ذلك في شكل الحروف واتصالها ببعضها، إلاّ أن الحضور العربي قد تراجع لصالح عناصر إسلامية أخرى؛ فارسية وتركية، في مراحل لاحقة وصولاً إلى العهد العثماني الذي سيّطر على مناطق واسعة في القوقاز.

بعد عرضها في الإسكندرية والدوحة، يُفتتح اليوم معرض للمخطوطات العربية والجورجية النادرة في مكتبة الكويت، بالتزامن مع احتفالات "الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية". يقام المعرض بالتعاون مع "المركز الوطني للمخطوطات الجورجية" الذي يضم بين مقتنياته حوالي 1500 مخطوطة عربية كُتب أغلبها ما بين القرنين الرابع عشر والخامس عشر في علوم مختلفة منها تفسير القرآن الكريم، والطب، والهندسة، والنحو، وصفحات من قواميس ومعاجم، والتاريخ، والأدب.

تُعرض أيضاً نسخٌ من أصول المخطوطات الجورجية، وغيرها من المخطوطات والوثائق بلغات قوقازية وأوروبية أخرى، كما يلقي المعرض الضوء على مراحل تطوّر الكتابة والأبجدية الجورجية والتي تنقسم إلى ثلاث مراحل؛ أولها مرحلة الخط "الأسومتافر رولي" وهي الأحرف الكبيرة، والثانية خط "نسخوري" وتعني الكتابة بأحرف متصلة وقد اشتق اسم هذا الخط الجديد من الكلمة العربية "نسخ"، بينما المرحلة الثالثة هي خط "مخدرولي" وهو الشكل الحديث للأبجدية.

المعرض الذي ينظّمه "المجلس الوطني للثثقافة والفنون والآداب" في الكويت يستمر أسبوعاً، وتقام على هامشه محاضرة تناقش المخطوطات العربية والجورجية وعلاقتها بالأحداث التاريخية التي شهدتها آسيا الوسطى في عصور مبكّرة، ودور العلماء والفلاسفة العرب في الحضارة الإنسانية، إضافة إلى التعريف بالتراث الجورجي المخطوط ومراحل تطوّر الأبجدية الجورجية.

دلالات
المساهمون