مسرح يلجم الجنون

28 اغسطس 2015
مقطع من "تداعيات"، عمار داود/ العراق
+ الخط -

تمكّن بعض العلماء أن يخفوا ذرّة في نيويورك، لتظهر فوراً في طوكيو. أصبح كل شيء ممكناً في عالم يتحدّى سرعة الضوء ويستنسخ الخراف ويحصل على صور من كواكب على بعد سنوات ضوئية.

وحتى الآن، ما زال المسرح مستعصياً على سهولة التنقل، ليبقى أسير مدنه وجداول المهرجانات.

أجرى زميل لي، قبل عشر سنوات تقريباً، بحثاً لأطروحة الدكتوراه، فصمّم مسرحيّةً بحيث يتمّ عرضها في لندن ومكسيكو سيتي وسيدني في آن واحد.

وكان الجمهور في كل مدينة يشاهد عرضاً حيّاً أمامه وعرضين على الشاشات يتم بثهما في وقت واحد، فيحضر الجمهور عرضاً مسرحياً مقسّماً بين ثلاث مدن.

مؤخراً، استُحدِثَت دروسٌ أكاديمية في المسرح باستخدام الإنترنت. ولا يرى القائمون على هذه الدروس مانعاً من الاستفادة من الفضاء الافتراضي لتنظيم دروس عملية في فن التمثيل.

هكذا، بدأ يتمرّد المسرح على المدن التي تحتويه. مثلاً، يبثّ المسرح الوطني الإنجليزي مسرحياته في صالات سينمائية بريطانية. وفي سياق آخر، يستخدم الممثل السوري نوّار بلبل السكايب ليقدّم مسرحية يؤديها ممثلون في الأردن وسورية.

هل سيرحّب الجمهور ببث المسرح على الشاشات كما هو حال التسمّر أمام التلفزيون لمشاهدة مباريات كرة القدم؟ وهل يصمد المسرح في عصر تنتقل الذرة في ثانية بين طرفي الكرة الأرضية؟ أم أنّه سيبقى مكاناً لاجماً لجنون عصر السرعة الذي نعيشه؟

المساهمون