- العدد السادس عشر بعنوان "التعليم في زمن الحرب" غطى التحديات التي تواجه المباني التعليمية، الإدارة، المعلمين، الطلاب، والأهالي في غزة، مؤكداً على أهمية التعليم كفعل مقاومة.
- تضمنت المجلة موضوعات حول التدخلات النفسية للأطفال المتأثرين بالحرب، الحاجة لتعليم يواكب الواقع الجديد، وأهمية دعم الطلاب المهجرين، مشيرة إلى أن النجاة من الموت تمثل بداية مرحلة جديدة من التحديات.
في عددها الرابع الذي صدر عام 2021، تطرّقت "منهجيّات"، المجلّة التربوية الإلكترونية، إلى ملفّ "التعليم والتعلّم في ظروف النزاعات والحروب"؛ فتناول موضوعات عدّة، من بينها اللجوء والحرب والتهجير وما لذلك من تأثيرات في العمليّة التربوية والتعليمية.
وفي ظلّ المستجدات الأخيرة، وأبرزها حرب الإبادة الجماعية على غزّة منذ الثامن من تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي، تابعت المجلّة الوضع التعليمي والتربوي في غزّة عن قُرب؛ حيث نشرت العديد من المقالات والتقارير التي تُشير إلى واقع الحال في ظلّ المجازر التي ترتكبها "إسرائيل"، كما نشرت شهادات لأساتذة ومُعلّمين تحدّثوا عن الوضع الذي يعيشه قطاع التعليم في غزّة بظلّ حرب الإبادة.
"التعليم في زمن الحرب" هو عنوان ملفّ العدد السادس عشر من المجلّة، والذي تناول "مثلّث التعليم"، أي مبنى التعليم وإدارته ومعلّميه، والمتعلّمين والطلّاب، وأخيراً الأهل، خصوصاً في ظلّ ما يجري من مقتلة وتدمير مُتعمّد لأشكال الحياة واحتمالاتها المستقبليّة في غزّة.
يتضمّن ملفّ العدد مقالات تربوية وتعليمية واجتماعية تبحث في تبعات تَعطُّل العملية التربوية مع ازدياد فترة العدوان، وما تسبّبه من خسائر في التعليم، إضافة إلى تراجعه قياساً إلى عوامل أُخرى تكتسب أولوية مثل مفاهيم الأمن وتأمين سبل الحياة والتعامل مع المشاكل اليومية المباشرة، وتأجيل ما يمكن تأجيله على فداحته وخطورته. إنه عدد يغوص في الجرح، وفي ممارسة التعليم والتعلّم وسط الدمار الذي تشهده غزّة، وهو أيضاً فعل مقاومة.
من التدخّلات النفسية مع جروح الأطفال غير المرئية في الحرب، إلى ما يجب أن نفعله في اليوم التالي من العدوان، وما بينهما من مصطلحاتٍ جديدة تقتحم لغة الأطفال والطلبة الفلسطينيّين عموماً، دون نسيان التهجير وفقدان الفرص التعليمية وضرورة دعم من هُجّر وشُرّد، وصولاً إلى ضرورة وضع مناهج تُواكب اللحظة الراهنة، تنوّعت موضوعات الملفّ، كما تنوّعت زوايا الرؤية. فليس المهمّ هنا الحديث عن اللحظة الراهنة وحدها، بل يجب أيضاً التفكير فيما سيحدث، أي في مستقبل التربية والتعليم ومستقبل الطلبة الفلسطينيين.
"نجونا من الموت، لكننا لسنا بخير!" عنوان الكلمة الافتتاحية للعدد الذي تضمّن ملفّه ثماني مقالات، هي: "آليات التعامل مع الأطفال الذين تأثروا بصدمة الحرب" لجمانة خروفة حزبون، و"التعلّم وسط الدمار: تعزيز التعليم الآمن والداعم في غزّة" لجالا رزق، و"التدخّلات النفسيّة مع جروح الأطفال غير المرئيّة في الحروب" لشادي عماري، و"التعليم في اليوم التالي من الحرب: ماذا يجب أن نفعل؟" لنورا مرعي، و"التعليم في سياق الأزمات: كيف يُمكن لمعلّم فقدَ الأمل أن يعلِّم طلّابه الأمل؟!" لرولا قبيسي وجنفياف أوديه، و"مصطلحات جديدة تقتحم قاموس الطلبة الفلسطينيّين في ظلّ العدوان الإسرائيليّ" لمحمّد عوض شبير، و"منهاج مرن ومعلّم سريع الاستجابة" لمحمد تيسير الزعبي، و"التهجير وفقدان الفرص التعليميّة: تحدّيات دعم الطلّاب المهجَّرين في الدول المضيفة" لياسمين أحمد حسن.
مقالات تبحث في تبعات تعطُّل العملية التربوية بسبب العدوان
وإذا كان ملفّ العدد، في القسم الأول من المجلّة، قد تناول اللحظة الراهنة، لحظة العدوان والإبادة، وتأثيراتها النفسية والتربوية والاجتماعية، فإنَّ قسمها الثاني "مقالات عامّة" إطارُه المستقبل، إذ جاءت مواضيعه في سياق الإبداع بإيجاد الحلول وتحديد مناهج الدراسة، وتبنّي أشكال جذريّة من التعليم مثل مقاربات التعليم المجتمعيّ والتحرّري والمجاورة، وتضمّن سبعة مقالات، هي: "التعليم التحرّريّ: نحو وعي نقديّ يتحدّى منطق القوّة والقهر" لنضال الحاج سليمان، و"من التعلّم عن الحياة إلى التعلّم للحياة" لوليد إمبارك، و"بوصلة التفكير: فهم الممارسات التربويّة في ضوء نظريّة في علم الدماغ" لهنادي هاني نصر الله، و"تعزيز تدريس الدراسات الاجتماعيّة في منهج STEAM استراتيجيّات وتحدّيات" لمروان أحمد حسن، و"الإشراف التربويّ: من رقابة الأداء إلى دعم تطوّره والمشاركة فيه" لجميلة حسن الغول، و"بناء ثقافة الاحترام الإيجابيّ غير المشروط" لتيريزا ميليتو كونرز، و"صنّاع العقول ومحو الذكريات: المعلّمون يكشفون عن تجاربهم الصعبة والمؤثّرة" بتوقيع فريق التحرير.
إلى جانب ما سبق، يتضمّن العدد أبواب المجلّة الثابتة: "مفهوم تربوي"، و"تقرير حول التعليم"، و"بروفايل"، و"كتب تربوية"، و"اقتباس تربوي"، و"مُحاوَرة". وربّما يتلخّص مضمون هذا العدد في ما قالت أسماء مصطفى، المعلّمة الغزّيّة الصابرة، في باب "مُحاوَرة" العدد: "نجونا من الموت لكنّنا لسنا بخير"! والذي اقتبس منه عنوان افتتاحية العدد. وهو ما يختصر وحشيّة العُدوان على الناس، فالنجاة من الإبادة مجرّد بداية، والعمل سيكون مضنياً لإعادة الناس بعد العدوان.