"مكتبة الديوان".. عودةٌ منتظَرة بعد الترميم

07 سبتمبر 2024
"مكتبة الديوان" بعد ترميمها (المعهد الوطني للتراث)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن "المعهد الوطني للتراث" في تونس الانتهاء من ترميم "مكتبة الديوان" بالمدينة العتيقة، باستخدام تقنيات بناء تقليدية للحفاظ على أصالتها المعمارية.
- شُيّد المبنى في نهاية القرن الـ16، وكان مستشفى ثم مقرًّا لقيادة الجيوش العثمانية، قبل أن يتحول إلى محكمة شرعية عام 1856، وأخيرًا إلى مكتبة عمومية.
- المكتبة تضم حوالي ستة آلاف عنوان، وتُعدّ واحدة من أقدم المكتبات في تونس، وتعكس تاريخها السياسي والثقافي.

أعلن "المعهد الوطني للتراث" في تونس، الثلاثاء الماضي، الانتهاء من ترميم مبنى "مكتبة الديوان" الواقع في "نهج الديوان" بالمدينة العتيقة لـ تونس العاصمة، التي أُدرجت ضمن قائمة "يونسكو" للتراث العالمي عام 1979.

انطلقت أشغال الترميم في آذار/ مارس الماضي على "يد فريق مختصّ في صيانة المباني التراثية والمحافظة على مدينة تونس العتيقة، باعتماد تقنيات بناء تقليدية ومواد بناء تتجانس مع الخصوصيات المعمارية والفنّية للمعلم التاريخي"، حسب بيان للمعهد أشار إلى أنّ التدخُّل شمل كلّ الأجزاء والفضاءات المكوِّنة للمبنى، مع الحفاظ على أصالته وخصوصياته المعمارية والتراثية.

ولم يُحدِّد البيان تاريخاً لإعادة افتتاح المكتبة العمومية أمام الزوّار مُجدَّداً، مكتفياً بربط ذلك بالانتهاء من أشغال الكهرباء وتوفير الحماية من الحرائق من قبل "وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية".

شُيّد المبنى نهايةَ القرن الـ16 وأصبح مقرّاً للديوان الشرعي عام 1856

تَذكر مصادر تاريخية أنّ المبنى، الذي يتوزّع في مساحة 1344 متراً مربّعاً ويشمل عدّة طوابق، شُيّد نهايةَ القرن السادس عشر، وكان في البداية مستشفىً، ثمّ حُوِّل إلى مقرّ لقيادة أركان الجيوش العثمانية، قبل أن يأمر محمد باشا باي (باي تونس بين 1855 و1859) بترميمه وتجهيزه ليكون مقرّاً للمحكمة الشرعية (الديوان الشرعي) التي تأسّست عام 1856، واستمرّ العمل بها حتى مطلع ثمانينيات القرن الماضي؛ حيث أُغلِقَت ورُمِّم المبنى وحُوِّل إلى مكتبة عمومية.

وتُمثّل المكتبة واحدة من أقدم المكتبات في تونس التي تضمّ عاصمتُها قرابة ثلاث عشرة مكتبة عمومية؛ أبرزها "مكتبة نهج يوغسلافيا" و"مكتبة باب الأقواس" و"مكتبة نهج فلسطين" و"مكتبة حي الزهور". وتضمّ "الديوان" قرابة ستّة آلاف عنوان، من بينها كتب فرنسية طُبعت خلال العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات، إلى جانب جزءٍ من محتويات "مكتبة الخلدونية" التي أُغلِقَت في "زنقة درب عبد السلام" بالمدينة العتيقة.

مكتبة الديوان
المكتبة بعد ترميمها (المعهد الوطني للآثار)

وتتقاطع المكتبة مع التاريخ السياسي والثقافي لتونس؛ فقد أدّت عدّة أدوار خلال الفترة العثمانية وفترة البايات الحسينيّين، وعكست، بعد الاستقلال، المزاج الرسمي للسُّلطة؛ فبينما أمر الحبيب بورقيبة بسحب كتب سيّد قطب وابن تيمية منها، كما من غيرها من مكتبات تونس، أمر خلفُه زين العابدين بن علي بسحب جميع الكتب التي تناولت بورقيبة، بما فيها سلسلةٌ من الإصدارات التي أنجزها محمد الصياح (1933 - 2018) وجمع فيها خطبه ومراسلاته.

يُشار إلى أنّ أشغال الترميم التي أعلنها "المعهد الوطني للتراث" شملت مبانيَ ومعالم تاريخية أُخرى في المدينة العتيقة بتونس العاصمة؛ من بينها "قشلة العطّارين" الذي كان مقرّاً سابقاً للمكتبة الوطنية، و"مكتبة الخلدونية" و"المدرسة العصفورية" و"المدرسة الحمزة". وشملت الأشغال، أيضاً، "البرك الأثرية الأغلبية" في مدينة، و"جامع الغولة" في منطقة الخنانسة بولاية جربة.

المساهمون