مدحت صفوت.. خمسة أصوات جديدة في القصة القصيرة

قليلةٌ هي المتابعات النقدية لما يُكتب في مجال القصة القصيرة عربياً، حيثُ يُعاني هذا الحقل الأدبي من شحّ في الدراسات التي تتناوله، التي إن وُجدت فهي تتوجّه غالباً إلى ما أُنتجَ على يد كُتّابٍ روائيّين راحِلين، دون النظر إلى ما يُكتب حالياً، فوحده النقد يُضيء جوانب النص، ويكسبه جدّية أمام القرّاء.

في هذا السياق، صدر مؤخّراً عن "دار المثقّف" في القاهرة، كتابُ الناقد المصري مدحت صفوت، والذي يحمل عنوان: "5 × 5: أشباحُ الحقيقة في السرد القصصي المُعاصر". وهو عبارة عن دراسة نقدية تطبيقية لاستراتيجيات التفكيك على مجموعات قصصية حديثة.

عند السادسة من مساء الخميس المُقبل، ينتظم في "بيت السناري" بالقاهرة، لقاءٌ لمناقشة الكِتاب، ويشارك فيه الباحثون: صلاح السروي، وعادل ضرغام، وسيد ضيف الله، على أن تُسيّر فاطمة السردي النقاش.

ينطلق الكتاب من موقعٍ تفكيكي في قراءة النصوص، بمعنى أنّه يتجنّب الاعتماد على مفهوم المنهج الواحد، بل يلجأ إلى ما يُسمّى في الأدبيات التفكيكية بـ"الاستراتيجيا"، وهذا ما يُلاحظ من خلال العنوان أوّلاً، الذي يتعامل مع "الحقيقة" بطريقة نسبية، ويصفها بـ"الشبحية"، عدا عن عرض غايته بطريقة بعيدة عن العنونة التقليدية.

الصورة

وقد طبّق الناقد هذه الاستراتيجيا على خمس مجموعات، هي: "البشر والسحالي" لحسن عبد الموجود، و"خمس ورقات" لمحمد العريان، و"ست زوايا للصلاة" لأميرة بدوي، و"كلنا عبده العبيط" لمحمود فطين السيسي، و"النوّالة" لهبة الله أحمد. 

ويُشار إلى أنّ ثلاثاً من هذه المجموعات، هي الإصدار الأوّل لمؤلّفها (العريان، وبدوي، وأحمد)، وهذا ما يجعل العملية النقدية تُقارب أن تكون مُحايَِثةً لحركة الإصدارات الأولى، والتي تختلف بطبيعتها وبِلُغتها (خاصة في الحالة الأدبية)، عن سائر ما يُنتجه الكاتب لاحقاً.

الجدير بالذكر أنّ صفوت ناقدٌ أدبي وباحث في تحليل الخطاب، ومحاِضر في "جامعة كوبنهاغن". وقد صدر له مؤلفان سابقان عن "الهيئة المصرية العامة للكتاب"، هما: "السلطة والمصلحة: استراتيجيات التفكيك والخطاب العربي"، و"صوت الغزالي وقرطاس ابن رشد" (2018).

نصوص

التحديثات الحية

لم أتحدّث عن شجرة العائلة