استمع إلى الملخص
- تجمع أعمال الجندي بين الفوتوغرافيا والتطريز اليدوي التقليدي، مستلهمة من مصادر متنوعة بما في ذلك كتاب "دليل فن التطريز الفلسطيني"، لتوثيق الهوية والتراث الفلسطيني.
- من خلال تطريزها على صور فوتوغرافية لفلسطينيين في المنفى، تسعى الجندي لإبراز قصص النضال والهوية، مثل قصة أم حسام التي تحلم بالعودة إلى قريتها المحتلة، معبرةً عن الوحدة والخسارة المستمرة.
حتى الخامس عشر من الشهر الجاري، يستمر في "غاليري P21" بلندن معرض "لمّا كان العنب حصرم" للفنانة الفلسطينية رشا الجندي (1984)، والذي افتتح مساء الخميس الماضي. يضمّ المعرض قصصاً فلسطينية مطرّزة من المنفى.
في تشرين الأول/ أكتوبر 2022، بدأت الجندي مشروع تصوير فوتوغرافي وثائقي متعدّد الوسائط، يجمع بين البورتريه والصوت والتطريز الفلسطيني التقليدي المنفّذ يدوياً، حيث تمّ دمج الصور الأرشيفية ذات الصلة، من مصادر خاصة أو مفتوحة، على مطبوعات مختارة.
تعدّدت مصادر الفنانة بين ما تعلّمته داخل العائلة لأنماط مختلفة من المطرزات، لكنها اعتمدت أيضاً على كتاب "دليل فن التطريز الفلسطيني" (2011) لسليمان منصور ونبيل عناني، والذي يحتوي على 642 عرقاً نقلت عن زخارف التطريز الفلسطينيّ الموجودة على عشرات القطع من الملابس التقليدية الفلسطينيّة، مع دراسة نظرية لتاريخ هذا الفن الشعبي وتطوره ووظائفه.
المعرض نتاج مشروع تصوير فوتوغرافي وثائقي متعدد الوسائط، يجمع بين البورتريه والصوت والتطريز
كما عادد الجندي إلى كتاب "زخارف التطريز الفلسطينية: خزانة من الغرز 1850 - 1950" (2014) لمارغريتا سكينر ووداد قعوار، الذي يضمّ أكثر من مئتي نموذج من التطاريز التي تمّ تصنيفها بحسب أصلها التاريخي، وحصر تسمياتها المختلفة، وعلاقتها بالأحداث السياسية وتاريخ الشعب الفلسطيني.
وقامت بتنفيذ مشروعها من خلال وضع تطريزها التقليدي على صورة فوتوغرافية شخصية صغيرة، لفلسطينيين يعيشون في بلدان مختلفة في المنفى، حيث يروون قصصهم التي أرادت توظيفها "كتعبير عن الذات لإبراز النضال المستمر، لكونها فلسطينية في المنفى، وما تطرحه تلك الحالة الذهنية من حيث الوحدة وتساؤلات الهوية والشعور بالخسارة المستمرة"، بحسب بيان المعرض.
تروي سيدة من قرية بيت دجن بالقرب من مدينة يافا المحتلّة، تبلغ أربعة وسبعين عاماً وتُدعى أم حسام، قصّتها في واحد من الأعمال المعروضة، فتقول: "كانت والدتي تبلغ من العمر أربعة أشهر عندما تمّ اقتلاع عائلتها من قريتها، التي تمكنت من زيارتها مرة واحدة في عام 1968، وقد تمّ إخلاء القرية من سكانها خلال النكبة عام 1948 واستبدالها بمستوطنة إسرائيلية. مثل العديد من اللاجئين من جيلها، تحلم والدتي بالعودة إلى الوطن وتحلم بقريتها"، وطبعت صورتها على تطريز مختار يحمل عنوان "الورود من بيت دجن في يافا".
يُذكر أن رشا الجندي حكواتية بصرية فلسطينية ومصوّرة وثائقية اجتماعية، قدّمت العديد من المشاريع؛ منها سلسلة صور فوتوغرافية بعنوان "الطريق إلى باما" تناولت عمليات الإعادة القسرية للنازحين النيجيريين، و"صبار: احتجاج مرئي ضدّ إسكات الأصوات الفلسطينية في ألمانيا".