لحظة الحقيقة

21 فبراير 2024
طفلٌ يمسك بعلم فلسطين في مظاهرة مُندّدة بالإبادة، مالقة، 17 شباط/ فبراير الجاري (Getty)
+ الخط -

ملاحظة: أميركا التي قامت على جماجم 117 مليوناً من السكّان الأصليّين، كانت طوال تاريخها بمثابة الذراع المنفّذة للاستراتيجية الرأسمالية، لمنع التوسُّع الاشتراكي في العالَم السابق، والتوسُّع التحرُّري في عالمنا اليوم. وكانت هذه العصابة ولا تزال مسؤولة عن ضمان "السلوك الجيّد" لحكومات منطقتنا على وجه الخصوص، لأنّ فيها ثروات النفط، وفيها الذراع العسكرية لها المُسمّاة "إسرائيل".

إنّنا نعرف جيّداً هذا السلوك الذي كان لعقود طويلة مرادفاً للخضوع لإملاءات السياسة الخارجية الأميركية. وفي كلّ مرّة، سيتعرّض الثوّار (يسمّونهم بتسميتين: الإرهابيّين والمتمرّدين)، في حالة حدوث "تجاوُزات"، إلى سُخرية وسائل الإعلام واحتقارها، بل وتنكيلها أيضاً بهم، أو إلى حصار مُدمِّر للاحتياجات الشعبيّة، أو بكلّ بساطة، إلى انقلابات مكشوفة أو خفيّة لكسر مقاومتهم للنموذج الرأسمالي.

"حركة حماس" آخر نموذج نبيل لذلك، وإن كانت معنيّةً بالتحرُّر الوطني أكثر، نظراً لخصوصية الوضع، ونظراً لكونها آخر نموذج تحرُّري مسلَّح في العالَم، لا يقاوم ذراع أميركا العسكرية فقط، بل يقاوم جبروت أميركا نفسها ومعها دول الغرب.

كلّا: لم يكُن من قبيل الصُّدفة أن يجرى التنكيل بنا على هذا النحو ما فوق النّازي. القصّة وما فيها أنّنا نحيا لحظة الحقيقة، على الجانبَين: هُم ونحن، ولهذا لا داعي الآن لأيّ قناع.

نحن انكشفنا كمُناضلي حرّية، وهم انكشفوا كبرابرة جُدد للزمن الكوكبي.

إنّ ما بعد السبت الأعظم لهي لحظةُ زوال كلّ الأوهام.


* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا
 

نصوص
التحديثات الحية
المساهمون