على الموقع الإلكتروني الذي أطلق أخيراً، يعرّف "كتّاب ضد الحرب على غزة" (WAWOG) أنفسهم بأنهم تحالف ملتزم بالتضامن وتحرير الشعب الفلسطيني. من خلال الجمع بين الكتّاب والمحررين وغيرهم من العاملين في مجال الثقافة انطلاقاً من الولايات المتحدة، وتوفير بنية تحتية مستمرة للتنظيم الثقافي استجابة للحرب، وأنه تم تصميم هذا المشروع على غرار منظمة "الكتّاب الأميركيين ضد الحرب في فيتنام" التي تأسست عام 1965.
وجاء في البيان الذي وقع عليه أكثر من أربعة آلاف شخص، ونشره الموقع منذ أيام أن "الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة هي محاولة لارتكاب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني. هذه الحرب لم تبدأ في 7 تشرين الأول/ أكتوبر. ومع ذلك، في الأيام الماضية، قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 6500 فلسطيني، من بينهم أكثر من 2500 طفل، وأصاب أكثر من 17000 آخرين. إن غزة هي أكبر سجن مفتوح في العالم: حيث إن سكانها البالغ عددهم مليوني نسمة - غالبيتهم من اللاجئين، وأحفاد أولئك الذين سرقت أراضيهم في العام 1948 - محرومون من حقوق الإنسان الأساسية منذ الحصار في العام 2006".
وتابع الموقعون: "نحن نشاطر تأكيدات جماعات حقوق الإنسان، والعلماء، وقبل كل شيء، الفلسطينيين العاديين: إسرائيل هي دولة فصل عنصري، مصممة لتمييز المواطنين اليهود على حساب الفلسطينيين، بغض النظر عن العديد من اليهود، سواء في إسرائيل أو في الشتات، الذين يعارضون وجودهم. التجنيد الإجباري في مشروع قومي - قومي".
يقف الموقعون مع نضال الشعب الفلسطيني المناهض للاستعمار من أجل الحرية، ومع حقه في مقاومة الاحتلال
وأوضح البيان "نجتمع معاً ككتاب وصحافيين وأكاديميين وفنانين وغيرهم من العاملين في مجال الثقافة للتعبير عن تضامننا مع شعب فلسطين. إننا نقف مع نضاله المناهض للاستعمار من أجل الحرية وتقرير المصير، ومع حقه في مقاومة الاحتلال. إننا نقف بثبات إلى جانب شعب غزة، ضحية حرب الإبادة الجماعية الحكومية التي تواصل الولايات المتحدة تمويلها وتسليحها بالمساعدات العسكرية - وهي أزمة تفاقمت بسبب الاستيطان غير القانوني ومصادرة أراضي الضفة الغربية وإخضاع الفلسطينيين داخل دولة إسرائيل".
وأضاف: "نحن نقف في وجه إسكات المعارضة والدورات الإعلامية العنصرية والتحريفية، التي تديمها محاولات إسرائيل لمنع التقارير في غزة، حيث منعت الصحافيين من الدخول واستهدفتهم القوات الإسرائيلية. وقد قُتل حتى الآن ما لا يقل عن أربعة وعشرين صحافياً في غزة. على المستوى الدولي، واجه الكتاب والعاملون في مجال الثقافة مضايقات شديدة، وعقابًا في مكان العمل، وفقدان الوظائف بسبب تعبيرهم عن التضامن مع فلسطين، سواء من خلال ذكر حقائق حول احتلالهم المستمر، أو لتضخيم أصوات الآخرين. هذه هي الحالات التي تمثل اختراقات خطيرة ضد وسائل حماية الكلام المفترضة. يتم توجيه اتهامات خادعة بمعاداة السامية ضد منتقدي الصهيونية؛ كان القمع السياسي عدوانياً بشكل خاص ضد حرية التعبير للمسلمين والعرب والسود الذين يعيشون في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم. وكما كان الحال في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول، فإن الحماسة السياسية المعادية للإسلام والانتشار الواسع النطاق للادعاءات التي لا أساس لها قد حفزت التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لتقديم الدعم العسكري لشن حملة وحشية من العنف".
ويطرح البيان تساؤلاً أساسياً: ماذا يمكننا أن نفعل للتدخل ضد الهجوم الإسرائيلي المتطرف على الشعب الفلسطيني؟ وتأتي الإجابة "إن الكلمات وحدها لا تستطيع أن توقف الهجمة الضارية التي تدمر منازل الفلسطينيين وأرواحهم، ويدعمها دون خجل ودون تردد محور القوى الغربية بأكمله. وفي الوقت نفسه، يتعين علينا أن نأخذ في الاعتبار الدور الذي تلعبه الكلمات والصور في الحرب على غزة والدعم الشرس الذي ولّدته.
وختم الموقعون: "نعمل جنباً إلى جنب مع الكتاب والعلماء والفنانين الذين أعربوا عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية، مستلهمين روح الصمود والمقاومة الفلسطينية. منذ عام 2004، دعت "الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل" (PACBI) المنظمات إلى الانضمام إلى مقاطعة المؤسسات التي تمثل الدولة الإسرائيلية أو المؤسسات الثقافية المتواطئة مع نظام الفصل العنصري. وندعو جميع زملائنا العاملين في المؤسسات الثقافية إلى تأييد تلك المقاطعة. وندعو الكتاب والمحررين والصحافيين والعلماء والفنانين والموسيقيين والممثلين وكل من له عمل إبداعي وأكاديمي إلى التوقيع على هذا البيان. انضموا إلينا في بناء جبهة ثقافية جديدة لفلسطين حرة".