كاتب من العالم: مع يولندا سولير أونيس

17 يونيو 2023
يولندا سولير أونيس (تصوير: لويس نافارو)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع كاتب من العالم في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع القارئ العربي. "دائماً شغلني سبب الظلم في هذا العالم الذي نعيش فيه، عدم المساواة وتسلّط الأقوياء" تقول الشاعرة الإسبانية لـ "العربي الجديد".


■ كيف تقدّمين المشهد الأدبي والثقافي في بلدك لقارئ لا يعرفه؟

- لـ الأدب الإسباني إنتاج وفير ومواهب متعدّدة في شعاب مختلفة. إنّه صورة من صوَر الفكر الأوروبي، وفيه مجموعة من أبرز الكتّاب في العالم.


■ كيف تقدّمين عملك لقارئ جديد، وبأي كتاب لك تنصحينه أن يبدأ؟

- بالنسبة إلى عملي الشعري، ربّما أنصح بقراءة قصيدة "فن الشعر". لطالما أحسّستُ أنّني شاعرة بكتاب واحد لا غير. أجهل السبب. أمّا بالنسبة إلى الرواية، فهناك رواية "كهف ليزاما" للأطفال، ورواية "الأرض البركانية" للبالغين. 


■ ما السؤال الذي يشغلكِ هذه الأيام؟

- دائماً شغلني، وحتى الآن، سبب الظلم في هذا العالم الذي نعيش فيه، عدم المساواة وتسلّط الأقوياء. 


■ ما أكثر ما تحبّين في الثقافة التي تنتمين إليها وما هو أكثر ما تتمنّين تغييره فيها؟

- أكثر شيء أحبّه في الثقافة التي أنتمي إليها هو اللغة الإسبانية نفسها. وأتمنّى أن أغيّر في ثقافتي ما يمكن أن أسمّيه بـ"الشلليّة".

القصيدة الحقيقية هي تُجدِّد نفسها دائماً في مخيّلة القرّاء
 

■ لو قُيّض لكِ البدء من جديد، أي مسار كنتِ ستختارين؟

- المسار نفسه الذي رسمته الحياة لي أو رسمته أنا للحياة. لقد استطعت لقاء شعراء وروائيّين لطالما أُعجبت بهم، ومع الوقت صاروا أساتذةً وأصدقاء بالنسبة إليّ: خوسيه إييرو، وغونزالو روخاس، وأغوسطين، وخوسيه ماريا مياريس، وبينو بيتانكور، إضافة إلى غيرهم. كذلك استطعت أن أنسج علاقات مهمّة وغنية مع شعراء وكتّاب معاصرين لي من مختلف بلدان العالم. 


■ ما هو التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه في العالم؟

- قد يكون حلماً طوباوياً، ولكن أتمنّى أن يكون العالم أكثر عدالة وخيراً للجميع. كذلك آمل أن يموت جميع الأشرار في هذا العالم. 


■ شخصية من الماضي تودّين لقاءها، ولماذا هي بالذات؟ 

- عالِمة الفيزياء والكيمياء البولندية ماري كوري (1867 - 1934)، لا سيّما في سنواتها الأخيرة. لطالما كانت بالنسبة إليّ، منذ الطفولة، نموذجاً أقتدي به، خصوصاً عندما قرأتُ في العاشرة من عمري سيرتها الذاتية في سلسلة أدبية للبالغين.


■ ما هو، في اعتقادك، أكبر خطر على حرية الكاتب والكتابة في العالم اليوم؟

- الطموح في الحاضر وفي الأمس. 


■ ما هي قضيّتكِ وهل يمكن أن تكون الكتابة قضية بذاتها؟

- أن أجعل مَن حولي سعيداً. وبكلّ تأكيد، الكتابة قضية بحدّ ذاتها.


■ الأدب العالمي يكتبه المترجمون، إلى أي درجة توافقين على هذه المقولة وإلى أي درجة كَتَبَكِ المترجِمون؟

- لطالما كان المترجمون هم الذين يختارون الأدب العالمي. وبرأيي، ليس هناك أكثر من المترجم. ولكن في نهاية المطاف، القصيدة الحقيقية هي التي تُخلق من جديد في خيال القارئ، في عقله، وهي التي تُجدِّد نفسها دائماً في مخيّلة القرّاء.  

لطالما أحسست أنني شاعرة بكتاب واحد لا غير 

■ كيف تصفين علاقتك مع اللغة التي تكتبين فيها؟

- مثل صراع نشبَ بيننا منذ الطفولة، وما زلت حتى الآن أحارب، أبحثُ عن الكلمة الدقيقة.


■ كاتب منسي من لغتك تودّين أن يقرأه العالم؟ 

- الشاعر التشيلي روساميل ديل فايي (1901- - 1956).


■ لو بقي إنتاجك بعد 1000 سنة، كيف تحبّين أن تكون صورتكِ عند قرّائك؟

- أتمنّى أن تكون صورةً عابرة، تُومض ثم تتوقّف. 


■ كلمة صغيرة شخصية لقارئ عربي يقرأ أعمالكِ اليوم؟

- أتمنّى أن يَقرأ ما أكتبه بشغف، وأن يَشعر بالشغف نفسه الذي أحاول أن أنقله في كل سطر أكتبه.


بطاقة

Yolanda Soler Onís شاعرة وروائية إسبانية، من مواليد كومياس في مقاطعة كانتابريا عام 1964. حاصلة على دكتوراه في الأدب الإسباني. من أبرز أعمالها: "أسماء غريبة" (1989)، و"هجرات" (2002)، و"عن الأنهار الغامضة" (2010). حازت العديد من الجوائز الأدبية، أبرزها "جائزة خوسيه هيرو للشعر". شغلت العديد من المناصب الثقافية في عدّة عواصم عربية، وهي حالياً مديرة "معهد ثربانتس" الإسباني في بيروت.

 
المساهمون