كاتب من العالم: مع فخري أوز

13 أكتوبر 2021
فخري أوز
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع كاتب من العالم في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه. "قضيتي هي قضية الأطفال الذين سُرق مستقبلهم، والشباب العاطلين عن العمل، والمزارعين الذين سُلبت الجرارات من بين أيديهم"، يقول الشاعر التركي في حديثه إلى "العربي الجديد".
 

■ كيف تقدّم المشهد الأدبي والثقافي في بلدك لقارئ لا يعرفه؟
يمكنني القول بأن الأدب التركي اليوم صار أكثر تنوّعاً وربما يمكن القول أيضاً بأنه صار أكثر جرأة. وأتصوّر أن بعض دور النشر المستقلة التي أُسِّست بميزانيات صغيرة قد أضفت على المشهد الأدبي نَفَساً جديداً. إلا أن أغلب الناشرين تأثروا بالوضع الاقتصادي السيئ والتضخم والوباء.
 
■ كيف تقدّم عملك لقارئ جديد، وبأي كتاب لك تنصحه أن يبدأ؟
لدي كتاب شعري واحد، لذلك فليس للقرّاء إلا هذا الخيار. شعري فيه من روح البحر المتوسط، ورغم أنني أحاول إخفاء هذا الأمر إلا أنه يظهر في قصيدتي بشكل أو آخر. أتصور أن سبب ذلك هو أن بذور الشعر قد سقطت على تُربة طفولتي الخصبة. 

■ ما السؤال الذي يشغلك هذه الأيام؟
متى تدرك البشرية مسؤوليتها نحو الطبيعة؟ أتصور هذا هو السؤال الذي يشغلني هذه الأيام، وهو السؤال الأكثر أهمية في رأيي. بدون الطبيعة التي تحتضن البشر فلا معنى للحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان. وبدونها لن يكون هناك خبز وماء وشجر التفاح وشِعرنا أيضاً.  

■ ما أكثر ما تحبّه في الثقافة التي تنتمي إليها وما هو أكثر ما تتمنى تغييره فيها؟
أكثر ما أحبّه هو الشاي وكعك السِّميت! وما أريد تغييره هو الجهل والقومية الجوفاء والإيمان الظاهري.  

■ لو قيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
كنتُ سأختار نفس الطريق. 

■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
يجب تغيير نظام الاستهلاك والاستغلال الرأسمالي. وإذا لم يحدث ذلك، فسوف تظل توقعاتنا حول الإنسان والطبيعة مجرد أمنيات.

■ شخصية من الماضي تودّ لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
إن القدرة على الالتقاء بمُعاصِريَّ والتعرُّف إليهم أكثر جاذبية بالنسبة إليّ.

■ ما هو، في اعتقادك، أكبر خطر على حرية الكاتب والكتابة في العالم اليوم؟
هناك أكثر من تهديد في رأيي: التكنولوجيا، والمستويات المتوسطة التي لا تتقدّم، والتعصُّب، والرقابة. 

■ ما هي قضيتك وهل يمكن أن تكون الكتابة قضية بذاتها؟
قضيتي هي قضية الأطفال الذين سُرق مستقبلهم، والشباب العاطلين عن العمل، والمزارعين الذين سُلبت الجرارات من بين أيديهم، والعائلات التي قُتلت أبناؤها وبناتها على يد الدولة، والذين اضطروا أن يغادروا بلادهم، ووجع الطبيعة التي تُعرّض للإبادة.

■ الأدب العالمي يكتبه المترجمون، إلى أي درجة توافق على هذه المقولة وإلى أي درجة كتبك المترجمون؟
بفضل الترجمة، تكتسب الأعمال الأدبية حياة جديدة. وبفضلها أيضاً، ندرك أن الإنسانية عائلة كبيرة لها نفس الهواجس المشتركة. 

■ كيف تصف علاقتك مع اللغة التي تكتب فيها؟
أكتب كل شيء بلغتي الأم، باستثناء النصوص الأكاديمية. ورغم ذلك، لا يمكنني أن أقول إن لدي علاقة متناغمة مع اللغتين؛ التركية والإنكليزية. العلاقة بيني وبين اللغة متوترة وتشبه مباراة الملاكمة داخل الحلبة. 

■ كاتب منسي من لغتك تودّ أن يقرأه العالم؟
سؤال جيد، لكنه صعب ونسبي للغاية. هل من الممكن أن أمرّر هذا السؤال؟

■ لو بقي إنتاجك بعد 1000 سنة، كيف تحب أن تكون صورتك عند قرّائك؟
هذا سؤال جيد جداً، إلا إنني لا أستطيع تخيُّل العالم بعد ألف سنة، ولكن هل ستوجد البشرية بعد ألف سنة؟ إذا كان الأمر كذلك، فأودّ أن أُحيّيها.
  
■ كلمة صغيرة شخصية لقارئ عربي يقرأ أعمالك اليوم؟
أخذت اللغة التركية كثيراً من العربية، وتغذّت منها على مدار قرون. أودّ أن أعرف لغتكم وأتحدث بها. وددت لو أعرف لغتكم  وأتحدث بها. أتمنى لكم السعادة والحب.

بطاقة
Fahri Öz شاعر وأكاديمي ومترجم تركي ولد عام 1969 في منطقة مانافجات التابعة لمدينة أنطاليا.  قام بترجمة العديد من الأعمال الأدبية من الإنكليزية إلى التركية، كبعض أعمال كريستينا روسيتي، وجاك لندن، ووليام بروز، وبوب ديلان. وترجم الأعمال الكاملة لوالت ويتمان وإيميلي ديكنسون، كما قام بإعداد بعض المختارات القصصية من بينها: "الحياة قصيرة.. بروست طويل". أصدر مجموعة شعرية عام 2019 بعنوان "المشروطيّة غائمة كليّاً.. 15 درجة مئوية واحتمال سقوط الأمطار صفر". تم فصله من عمله بجامعة أنقرة عام 2016 بعد توقيعه على البيان الذي أطلقته مجموعة "أكاديميون من أجل السلام".

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون