كاتب من العالم: مع سيد علي صالحي

25 يوليو 2024
سيد علي صالحي
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تقديم العمل الأدبي والشعر الفارسي**: يوصي سيد علي صالحي ببدء قراءة أعماله من مجموعة "الرسائل"، التي سجلها الممثل الإيراني الراحل خُسرو شكيبائي، وتُعدّ مدخلاً للشعر الفارسي الجديد.

- **الهموم الإنسانية والشعر كصلاة**: يعبر صالحي عن قلقه من الحروب والظلم، ويصف شعره كصلاة من أجل السلام والحرية، معبراً عن حبه للشعب الإيراني وتمنياته بتغيير الظروف القمعية.

- **الكتابة واللغة والتحديات**: يرى صالحي أن الرقابة تهدد حرية الكاتب، ويشيد بدور المترجمين. يعبر عن علاقة معقدة مع لغته الأم ويأمل بقراءة العالم للأدب الفارسي، معبراً عن إعجابه باللغة العربية وأيقونات الموسيقى العربية.

تقف هذه الزاوية، مع كاتب من العالم في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع القارئ العربي. "شِعري هو صلاتي وصلاتي هي شِعري"، يقول الشاعر والكاتب والناقد الإيراني سيد علي صالحي في حديثه إلى "العربي الجديد".



■ كيف تُقدّم عملك لقارئ جديد، وبأيّ كتاب لك تنصحه أن يبدأ؟

- تم تسجيل مجموعة من قصائدي بعنوان "الرسائل" كتاباً صوتياً بصوت الممثّل الإيراني الشهير الراحل خُسرو شكيبائي، وسمعه الملايين من الإيرانيّين على مدى خمسة وثلاثين عاماً في جميع أنحاء العالم، وأينما كان هناك إيراني كان شعري ضيفاً عليه. هذه هي أفضل طريقة لتقديم الشعر الفارسي الجديد.


■ ما السؤال الذي يشغلك هذه الأيام؟

- الحرب. اللعنة على الحرب. أبكي من أجل الأطفال الأبرياء سواء في أوروبا الشرقية أو في الشرق الأوسط أو في أفريقيا أو في أميركا اللاتينية أو في غزّة. وُلد العالَم من اللّاعدالة. في الديانات الآسيوية يحذّرون الإنسان من الجحيم ويجهلون أنه يعيش فيه. الإنسانية محكوم عليها بدفع الثمن ولا تعرف لماذا. أُصلّي كلَّ ليلة من أجل الأطفال ومن أجل السلام ومن أجل الحَمَام ومن أجل الحرّية. شِعري هو صَلاتي وصَلاتي هي شِعري.


■ ما هو أكثر ما تُحبّه في الثقافة التي تنتمي إليها، وما هو أكثر ما تتمنّى تغييره فيها؟

- لا أعرف ماذا أقول؟ الشعب الإيراني طيّب. أُحبّ هؤلاء الناس وهذا الطيب. أُحب شعر هؤلاء الناس وعيون هؤلاء الناس. أتمنى أن تتغيّر ظروف الفقر ونتمكّن من التنفّس وكتابة الشعر دون خوف وأن تُصبح جميع الأُمم فيلق سلام وتذهب جميع الحكومات إلى الجحيم. فالجنّة هي عصور انعدام الحكومات والحكمة ضدّ الحزن.

الكتابة ليست قضيّتي بل سرّ المجرّات وتكوين العالَم

■ لو قيض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟

- أحاول ألّا أُولد.


■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟

- لا ينبغي للفلاسفة أن يخدعوا الناس. يجب أن ننسى الوعود الوهميّة. يجب أن يتفوّق الإنسان على العُقد. فالنظام العامّ والحالي للعالم (كوكبنا) غبيّ جدّاً. "الحكومة" في تعريفها التاريخي تعني حكم القلّة على الأغلبية وهذا أمر مُضحك. يحذّرون الإنسان من الفوضى ويكذبون عليه. لقد أصبح موضوع "السيّد/ العبد" أقوى من أي وقت. نحن في حالة حرب لدرجة أنّنا نسمي "إيقاف الحرب مؤقتاً" السلام.


■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟

- غابرييل غارسيا ماركيز. لأنّه بمثابة الأخ بالنسبة إليّ.


■ ما هو، في اعتقادك، أكبر خطر على حرّية الكاتب والكتابة في العالم اليوم؟

- أوّلاً: الرقابة، وثانياً: الرقابة، وثالثاً: الرقابة بكافّة أشكالها.


■ ما هي قضيّتك، وهل يمكن أن تكون الكتابة قضية بذاتها؟

- الكتابة ليست قضيّتي. قضيّتي هي سرّ المجرّات وتكوين العالَم.


■ الأدب العالمي يكتبه المترجمون، إلى أي درجة توافق على هذه المقولة، وإلى أي درجة كتبك المترجمون؟

- المُترجِم الجيّد والمحترف هو مؤلّف آخر. نزور المؤلّف في البيت والمترجِم في الشارع. أحياناً يكون المترجم أكثر إبداعاً من المؤلّف.


■ كيف تصف علاقتك مع اللغة التي تكتب بها؟

- لا أستطيع وصف لُغتي الأُمّ. لا يُمكن وصف الاستعارة الطافية. اللغة هي روح الوصف وبالكتابة نسجن روح اللغة. للأسف نحن سجّانو اللغة. قد يكون هذا التعبير قاسياً ولكنه الحقيقة.


■ كاتب منسيّ من لغتك تودّ أن يقرأه العالم؟

- لا أعرف أحداً. لأنني أُريد أن يقرأ العالَم لغتنا. ضالّتي الكونية هي لُغتي الأُمّ وبدون هذه "الأُمّ" يصبح الجميع أطفالاً. "الكاتبة المَنسيّة" هي لُغتنا المقدّسة.


■ لو بقي إنتاجك بعد ألف سنة، كيف تحبّ أن تكون صورتك عند قرّائك؟

- طيّب وواثق وشاعر عظيم.


■ كلمة صغيرة شخصية لقارئ عربي يقرأ أعمالك اليوم؟

- اللغة العربية جاءت من السماء. أنا لا أُتقن اللغة العربية، لكن سيمفونية الكلمات العربية معجزة. أحببتُ أُمّ كلثوم وعبد الحليم حافظ منذ المراهقة وحتى اليوم لا يزال صوت فيروز يُسكرني.
 


بطاقة

شاعرٌ وكاتب وناقد إيراني من مواليد عام 1956. من مؤسّسي "حركة الشعر النقيّ" و"شعر الخطاب" و"شعر الحكمة"، وأحد الأصوات الشعرية البارزة في الشعر الفارسي المعاصر. من أعماله الشعرية: "ريرا"، و"العرّاف وبيدق الشطرنج"، و"المثلّثاث والإضاءات"، و"الرسائل"، و"الحبّ في يناير، و"الموت في سبتمبر"، و"وداعاً أيّها المُسافر الحزين"، و"غجري الكلمات"، كما حصل على عدّة جوائز، منها: "فروغ فرخزاد للشعر".

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون