في كتابه "إستوغرافيات تركية: في كتابة الأتراك لتاريخ الدولة العثمانية 1860 - 1973"، الصادر حديثًا عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، يضيء الباحث والأكاديمي المغربي عبد الرحيم بنحادة على كتابة الأتراك لتاريخ الدولة العثمانية.
يطرح العمل، الذي قدّم له عبد الرحيم أبو حسين، تصوّرًا متكاملًا عن الهوية التركية وتحوّلاتها، وكيفية استعمال التاريخ العثماني، ضمن أدوات أخرى، في خدمة هذه التحوّلات، وهو خلاصة قراءة للتيارات والكتابات التأريخية التي طبعت الحقب التاريخية المختلفة.
ويعالج الكتاب كيفيّة كتابة الأتراك تاريخ الدولة العثمانيّة منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر إلى بداية سبعينيات القرن العشرين؛ متناولًا الكتابة التاريخية في زمن التنظيمات (1860-1908)، وتحوّلاتها في المرحلة الدستورية الثانية (1908-1924)، وفي السنوات الأولى من الحقبة الجمهورية (1924-1938).
كما يرصد الكتاب عودة الدراسات العثمانية إلى واجهة البحث التاريخي في الفترة الممتدّة بين عامَي 1938 و1973، بعد رحيل مصطفى كمال أتاتورك، حيث يرى المؤلّف أنه لا يمكن تناوُل هذا النوع من الكتابة "بمعزل عن التطوّرات السياسية التي عرفتها تركيا عقب رحيل كمال، لا سيما تلك المتعلّقة بتبنّي الدولة للتعدّدية السياسية" التي أفسحت المجال لانتقاد الأطروحات الكمالية.
يُذكَر أنّ عبد الرحيم بنحادة يعمل أستاذًا لمادّة التاريخ في "معهد الدوحة للدراسات العليا" ورئيس تحرير لمجلّة "أسطور" للدراسات التاريخية، وأستاذًا زائر في العديد من الجامعات العربية والأجنبية. صدرت له العديد من الدراسات، كما أسهم في عدّة كُتب جماعية.
وله في حقل الدراسات العثمانية: "المغرب والباب العالي من منتصف القرن السادس عشر إلى نهاية القرن الثامن عشر" (1998)، و"العثمانيون: المؤسّسات والاقتصاد والثقافة" (2008)، كما اهتمّ بأدب الرحلة؛ حيث نشر نصّين مع دراستين عنهما: "سفير مغربي في مدريد" (2005)، و"جنّة الكفّار: سفير عثماني في باريس 1721" (2018).