صالح الهجر.. حروفيّات من طرابلس إلى غزّة

13 يونيو 2024
"لا شيء إلا الضوء" أكريليك على قماس (من المعرض)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- افتتاح معرض "من طرابلس إلى غزة.. ألف سلام" للخطاط والتشكيلي السوري صالح الهجر في "مركز العزم الثقافي" بطرابلس، ضمن فعاليات "طرابلس عاصمة للثقافة العربية" لعام 2024، لتسليط الضوء على الإبادة في غزة وتقديم رسالة سلام.
- المعرض يضم أكبر لوحة حروفية عن غزة في لبنان بمساحة 15 مترًا مربعًا، تعكس الكثافة السكانية والتدمير في القطاع، ويأتي كجزء من التحضيرات لتظاهرة طرابلس كعاصمة للثقافة العربية مع التركيز على غزة.
- صالح الهجر يؤكد على أهمية الفن في توثيق الأحداث المأساوية ونقل الصورة الحقيقية للمجتمعات، مشيرًا إلى التحديات التي يواجهها الخط العربي وضرورة الاهتمام به كجزء من الهوية الفنية والثقافية العربية.

ضمن فعاليات تظاهرة "طرابلس عاصمة للثقافة العربية" لعام 2024، افتُتح مساء الجمعة الماضي في "مركز العزم الثقافي" بالمدينة الواقعة شمالي لبنان، معرضٌ بعنوان "من طرابلس إلى غزّة.. ألف سلام"، للخطّاط والتشكيلي السوري صالح الهجر (1979)، ويتواصل حتى بعد غدٍ السبت.

"العربي الجديد" التقت بالهجر الذي تحدّث إليها عن دور الفنّان اليوم في زمن الإبادة وهواجسه في ظلّ العدوان، مُعتبراً أنّ "ما يجري يمسُّ كلّ إنسان وليس الفنّان فقط، وهَول الإبادة يصدم كلّ من لديه ذرّة ضمير في هذا العالم، حيثُ قَتْلُ الأطفال والنساء والأبرياء جريمةٌ مُمنهَجة للعدوّ الصهيوني، وآلته العسكرية المتغطرسة لا تقتل الإنسان فقط بل تسعى للقضاء على روح الإنسان المُقاوم والصامد في أرضه، وهذا من المحال أن يتمّ، لأنّ المقاومة هي سمة الشعوب المظلومة والمقهورة".

عن طبيعة المعرض والقصّة من ورائه، يقول الهجر لـ"العربي الجديد": "المعرض محاولة للإضاءة، ولو قليلاً، على الإبادة في غزّة وأهلها المستضعفين الصابرين، كما تحمل الأعمال رسالة سلام إلى القطاع الفلسطيني من عاصمة الثقافة العربية طرابلس". ويُتابع: "أنجزتُ أكبر لوحة حُروفيّة تُعرَض في لبنان بمساحة 15 متراً مربّعاً، وبأبعاد 3 × 5 أمتار، وهي بعنوان 'غزّة 7 أكتوبر 20 ألف شهيد'، وكان هذا عدد الشهداء في الوقت الذي أنجزت فيه اللوحة، وهي محاولة لتوصيف المشهد بصورة مختلفة، من خلال الحروف العربية التي تُبيّن حجم الكثافة السكّانية الأكبر في العالَم، وحجم التدمير والقتل الذي مارَسه العدوّ الصهيوني على غزّة وأهلها". 

يتضمّن أكبر حروفية عن غزّة في لبنان بمساحة 15 متراً مُربّعاً

ويُشير الهجر إلى "أنّ فكرة المعرض تبلورت خلال النقاشات التحضيرية لتظاهُرة طرابلس عاصمة الثقافة العربية، وقد توصّل القائمون على التظاهرة إلى ضرورة أن تكون غزّة في مركز تلك الفعاليات، كما تم التحضير والتنسيق لهذا المعرض من قبل إدارة 'بيت الفنّ' بالتعاون مع وزارة الثقافة اللبنانية، الذين بذلوا أقصى الجهود لإنجاح المعرض".

"صعود المطر" أكريليك على قماش (من المعرض)
"صعود المطر" أكريليك على قماش (من المعرض)

من جهة أُخرى يلفت، في حديثه إلى "العربي الجديد"، إلى التحدّيات التي تُواجِه الخطّ العربي بشكل عامّ، مُعتبراً أنّ "هذا الحقل الفنّي ما زال يفتقر للاهتمام في منطقتنا العربية، سواء على المستوى الرسمي، أي من قبل الوزارات ومسؤوليها، أو حتى على مستويات أُخرى كمدارس تعليم الخطّ العربي ذات الاختصاص أو المعاهد، في حين يجب أن يحظى هذا الفنّ بالاهتمام الذي يستحقّه من جميع المعنيّين لأنه يُمثّل هويّتنا الفنّية والصورة الأجمل للُغتنا العربية".

وختَم صالح الهجر حديثه مُستذكِراً ما تعرّضَت له المُحترَفَات الفنّية في غزّة من تدمير، فضلاً عن استشهاد عشرات الفنّانين: "كلّ المحبّة والتقدير للفنّانين الصامدين في ما تبقّى من مراسمهم في غزّة، فالفنّان هو الذي يُعطي الصورة الحقيقية للمجتمع الذي ينتمي إليه، وأتمنّى منهم التوثيق التشكيلي التاريخي لهذه المأساة التي يعيشها شعبهم، وأقول لهم: إن فقدتُم أدواتكم ومراسمكم، فقد بقيت أيديكم وقلوبكم وأفكاركم، وهذه محالٌ على العدوّ أن يتخلّص منها".


بطاقة

من المعرض

خطّاط وتشكيلي سوري من مواليد مدينة الميادين في دير الزور عام 1979، ويُقيم في طرابلس. أقام عدّة معارض بين سورية والإمارات ولبنان؛ من بينها: "الكلمة بين الخطّ والشعر" (2001)، و"من وحي الفؤاد" (2003)، و"نسيج الحروف" (2010)، كما شارك في معرض جماعي بعنوان "سورية ضدّ النسيان" أُقيم في "متحف ثقافات الشعوب" بمدينة كولونيا الألمانية عام 2022.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون