"شكسبير والفلاسفة": حوارٌ بين الفكر والأدب

21 فبراير 2023
أمام جدارية يظهر فيها شكسبير في لندن، 2020 (Getty)
+ الخط -

قلّةٌ هُم الكتّاب الذين حظوا باهتمام الفلاسفة كالاهتمام الذي حظي به الشاعر والكاتب المسرحي الإنكليزي ويليام شكسبير (1564 ــ 1616)، الذي يُجمع المختصّون بأعماله، وكثير من قرّائه، على أنه قدّم "فلسفة" خاصّة، وإنْ بلغة أدبية، حول العديد من الأسئلة الإنسانية والوجودية والاجتماعية، بدءاً من الفروق بين الحقيقة والمظهر، ومعنى الحب، والصداقة، والسعي نحو السلطة، وصولاً إلى العلاقة بالآخرين والأسئلة الأخلاقية التي تترتّب عليها.

 عن منشورات "مانوسيوس" في باريس، صدر حديثاً الكتاب الجماعي "شكسبير والفلاسفة"، من تحرير إيزابيل الفاندري ومارك غولدشميت، وهو عبارةٌ عن جمْعٍ لمداخلات قُرئت في ندوة عُقدت بالعنوان نفسِه في "جامعة السوربون الجديدة" عام 2021.

وتسعى الدراسات التي يضمّها الكتاب إلى الإجابة عن مجموعة من الأسئلة، مثل: كيف قرأ الفلاسفة شكسبير؟ وكيف استطاعت بعض مسرحيات الكاتب الإنكليزي التأثير في فلسفات عديدة؟ وهل يمكن النظر إلى بعض شخصيات مسرحياته بوصفها "شخصيات مفهومية"، بعبارة المفكّر الفرنسي جيل دولوز؟

ويلحظ محرّرا الكتاب، في التقديم، أن الفلسفة وإنِ امتزجت بالمسرح في بداياتها، مع الحوارات ذات الطابع المسرحي التي وضعها أفلاطون، إلّا أنها سرعان ما أبدت "تعالياً" على هذا النوع الأدبي ـ الفنّي، الذي سيعود ليكتسب اهتماماً ملحوظاً لدى الرومانسيين الألمان، وخصوصاً هيغل الذي خصّص صفحات عديدة لـ"هاملت"، ولأعمال شكسبير بشكل عام، ضمن كتابه "الجماليات". اهتمامٌ لن يكفّ عن التزايد وصولاً إلى القرن العشرين، الذي خصّص خلاله عددٌ كبير من الفلاسفة دراسات وأبحاثاً لفهم عوالم صاحب "ماكبث".

من الدراسات التي يضمّها الكتاب: "شكسبير كما قرأه دولوز: المسرح في أريكة" لـ فلور غارسان مارو، "سؤال الكينونة أو اللا ـ كينونة: لاكان قارئاً هاملت" لـ أكسيل نسمه، و"مَن هُناك؟ شكسبير ومونتاني ومسرَحَةُ الشكّ" لـ كارلو كابّا، وكذلك "شكسبير وفرويد" لـ إيزايل الفاندري.

المساهمون