ساندرا موجنيغا.. عالم هشّ ومتعدّد الطبقات

10 يناير 2023
من المعرض
+ الخط -

تطرح الفنانة الكونغولية ساندرا موجنيغا (1989)، في مجمل أعمالها، التحوّلات في هوية المهاجرين الأفارقة في الشمال الأوروبي الأوربي؛ السويد والنرويج وتحديداً ألمانيا، حيث نشأت وتقيم، في محاولة لتمثيل ذوي البشرة السوداء الذين يفتقدون لخطاب يعبّر عنهم في هذه البلدان تحديداً.

وتعتمد في تقديم رؤيتها على وسائط فنّية عديدة، مثل الأداء والأعمال التركيبية والفيديو الرقمي وتصميم الأزياء، حيث تخلق عوالم تعيش فيها كائنات غير واقعية يحيط بها الظلام المطبق، في إشارة إلى أن لون البشرة السوداء يحمل مدلولات سياسية لها شيفراتها الخاصّة، وهي تستخدمها كسلاح.

حتى الأول من أيار/ مايو المقبل، يتواصل في "متحف الفن المعاصر" بمدينة هامبورغ الألمانية معرض موجنيغا الذي يحمل عنوان "أبني جلدي بالصخور"، الذي افتُتح في التاسع من الشهر الماضي.

يضمّ المعرض عملاً تركيبياً وفيديو عملت عليه الفنانة عام 2021، ويتمحور حول كائن هجين يحمل ملامح بشرية وأخرى مستمّدة من الفيل، في استعارة لفكرة الطفرات والتغبيرات في السلوك التي تطرأ على الحيوانات في سعيها لتوفير حماية لها جرّاء تهديد البشر المتزايد لها.

تسعى الفنانة إلى إعادة بناء العالم من خلال اتّكائها على الخيال العلمي بشكل أساسي، من أجل التفكير بشكل مختلف حول كيفية تعايش البشر في ما بينهم، وإمكانية أن يتعايشوا مع مخلوقات غير بشرية أيضاً.

وتستمدّ عنوان معرضها من مقولة للكاتب والشاعر المارتينكي الفرنسي إدوار غليسّون (1928 – 2021)، يشير فيها إلى أن لغته يبنيها من الصخور، في إشارة إلى الكتابة بلغة المستعمر كنوع من التحرّر ومجابهة هيمنته وعنصريته.

تَزاوُج الفيل والإنسان في جسم صخري يعبّر من وجهة نظر موجنيغا عن تغيّر الشكل في عالم هشّ ومتلقّب ومتعدّد الطبقات، في محاولة لاختراق الحدود بين الإنسان وغير البشري والطبيعة والتكنولوجيا، ما يسمح بمعالجة سياسية دقيقة لبعض القضايا الأكثر إلحاحاً في عصرنا، ومن أبرزها العنصرية وانتهاك البيئة والصيد الجائر وغيرها.

وتلفت الفنانة في تقديم معرضها إلى أن جميع مَن يسكنون هذا العالم يطوّرون آليات للبقاء واستراتيجيات للمواجهة، لكنّ اختيارها جلداً سميكاً للكائن الذي اخترعته هو مجرّد تذكير بضعف الكائنات التي تضطرّ إلى الاختباء تحت جلدها أو التمرّد على واقعها.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون