رحيل علي مصطفى المصراتي: ليبيا وذاكرتها المكتوبة

30 ديسمبر 2021
علي مصطفى المصراتي
+ الخط -

يُلقَّب الكاتب علي مصطفى المصراتي بـ"شيخ أدباء ليبيا"، حيث كان أحد أكثر المثقفين في بلاده غزارة في التأليف وحضوراً في مختلف جوانب الحياة الثقافية والأدبية.

أمس رحل المصراتي في طرابلس عن 94 عاماً، وهو الذي وُلد عام 1926 وتلقّى سنوات تعليمه الأولى في بلاده، قبل أن يغادر إلى مصر لاستكمال دراسته، ويتخرّج من الأزهر عام 1946 بعد أن نال شهادة العالمية من "كلية أصول الدين"، وشهادة العالمية من "كلية اللغة العربية"، ومن ثمّ انخرط في سلك التدريس في بعض المدارس في مصر، وقد اشترك وقتها في العديد من المظاهرات ضد الحضور الإنكليزي في مصر، ما تسبّب في اعتقاله وسجنه.

وشارك المصراتي أيضاً في حركات النضال السياسي الليبي ضد وصاية القوى الأجنبية (الإيطالية والإنكليزية والفرنسية)، حيث برز كعضو عام في "حزب المؤتمر" إبان تأسيسه على يد المناضل الليبي بشير السعداوي عام 1948، وكان ناطقاً رسمياً له.

كانت مواقفه السياسية سبباً في التضييق عليه، حيث اعتُقل وسُجن في العديد من المرات قبل الاستقلال الليبي (1951)، كما عُرف عنه معارضته لاستمرار النفوذ الأجنبي في البلاد بعد الاستقلال.

وفي المجالين الثقافي والأدبي، عُرف عنه نشاطه الواسع في العمل الصحافي، فقد ترأس تحرير مجلة "هنا طرابلس"، وصحيفة "الشعب"، وعمل مديراً للإذاعة الليبية، ورئيساً لـ"الجنة العليا لرعاية الآداب والفنون"، وأميناً عاماً لـ"اتحاد الكتاب والأدباء الليبيين". 

كما كان له حضور في منابر خارج ليبيا، حيث نشرت له العديد من الصحف العربية نصوصاً، مثل "الأهرام"، و"آخر ساعة" في مصر، و"مجلة الطريق" اللبنانية، ومجلة "قصص" التونسية. 

ترك المصراتي  العديد من المؤلفات، مثل: "أعلام من طرابلس" (1955)، و"لمحات أدبية عن ليبيا" (1956)، و"شاعر ليبيا إبراهيم الأسطى عمر" (1957)، و"جحا في ليبيا: دراسة في الأدب الشعبي" (1958)، و"صحافة ليبيا في نصف قرن" (1960)، و"غومة فارس الصحراء صفحة من تاريخ ليبيا" (1960)، و"حفنة من الرماد" (1964)، و"الصلات بين تركيا وليبيا التاريخية والاجتماعية" (1968)، و"خمسون قصة" (1983)، و"الجنرال في محطة فكتوريا" (1991)، و"الطائر الجريح" (1995)، و"موسوعة الأمثال الشعبية" (2000). 

المساهمون