ذكرى ميلاد: أمين نخلة.. تأمّلات في النثر والكتابة

25 يوليو 2021
(أمين نخلة، 1901 - 1976)
+ الخط -

تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها، في محاولة لإضاءة جوانب أخرى من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم، الخامس والعشرون من تموز/ يوليو، ذكرى ميلاد الشاعر والكاتب اللبناني أمين نخلة (1901 – 1976).


في كتابه "تحت قناطر أرسطو"، ينشغل أمين نخلة الذي تحلّ اليوم الأحد ذكرى ميلاده في تعريف الأدب الذي يرى أنه "كدّ على الحق، ووله بالجمال"، حيث يتلازم لديه الدور الرسالي مع الفن والإبداع متسقاً مع منظور كلاسيكي ساد في الثقافة العربية خلال النصف الأول من القرن العشرين، لكن تأملاته في الكتابة تنفتح على ثقافة معمّقة وسعة في التفكير.

لا يفصل الشاعر والكاتب اللبناني (1901 – 1976) بين الأدب والواقع، إلا أنه لا يأخذ مادته من الحقائق والوقائع اليومية في نسخها وتكرارها إنما في مخالفته للطبيعة وجدله معها، ويصل إلى القول إن "الأدب الذي لم يبلغ فيه بعد إلى تعريف صحيح، ولا إلى حدّ ظاهر هو أعجب من الحياة نفسها! وأعجب ما فيه أن موضوعه ليس من سياقها المعتاد، ولا من حوادثها المتشابهة، على أنه مرآتها الصادقة، التي فيها تتراءى، وتراوح..".

ولد نخلة في بلدة مجدل المعوش، وهو ابن الشاعر رشيد نخلة الذي نظم النشيد الوطني اللبناني "كلنا للوطن" وكان بيته ملتقى الكتّاب والشعراء والسياسيين من لبنان والعالم العربي، كما يذكر أمين في مؤلّفاته العديد من الحوارات التي دارت في حضوره وعلى مسمعه، وكان لها تأثير كبير في نشأته.

وضع العديد من المؤلّفات التي تعكس قراءاته النوعية في التراث العربي والآداب الغربية

وأكمل دراسته الثانوية وانتقل إلى دمشق حيث درس الحقوق في جامعتها، ونال أيضاً درجة البكالوريوس في العلوم الإدارية من الجامعة اليسوعية في بيروت، حيث بدأ ينشر وهو على مقاعد الدراسة نصوصه الشعرية والنثرية ومقالاته في اللغة والنقد.

عمل صاحب كتاب "المفكرة الريفية" في المحاماة، وانتخب نائباً عن منطقة الشوف في المجلس النيابي اللبناني عام 1947، كما وضع العديد من المؤلفات في القانون والدستور والتي تبرز اطلاعه الواسع على تاريخ القوانين والشرائع في سياقاتها السياسية والاجتماعية.

في مقالاته الصحافية، يؤكد على مواقفه الوطنية الداعمة للسوريين في نضالهم ضد المستعمر الفرنسي، ورفضه لدعوات الفتنة الطائفية في بلادها، حيث الأخوة التاريخية بين المسلمين والمسيحيين بالنسبة إليه خط أحمر، في تعليقه على الحوادث التي وقعت بين الدروز والمسيحيين في جبل لبنان خلال عشرينيات القرن الماضي.

كما يكتب رداً على وعد بلفور المشؤوم "ما بالك برجل كبلفور يقتل بكلمة واحدة أمة بأسرها. ولا يقوم في طول الغرب وعرضه من يمسك بلسان بلفور عن ذلك التصريح"؟.. أما فلسطين الحزينة الباسرة المتلفعة اليوم بجلبابها الأسود، فلها من العروبة ميثاق في العنق وفي الذمة. أفأقل من أن نبكي معها في يومها العصيب"، مضيفاً: "لي أخ طريد بين تلك الأغوار والأنجاد من وطن اليهود الجديد. احتملته عاصفة الجاسوسية ورمت به هنالك غريب الأهل والدار. فليته يوم تبلغ إليه هذه السطور، يقبّل عني ثرى فلسطين، ولا يمسح شفتيه. فقد يكون في ذلك التراب قطرة من دم صاحب الإنجيل".

وضع نخلة العديد من المؤلّفات التي تعكس قراءاته النوعية في التراث العربي، خاصة في النثر الذي كتب الشعراء العديد من نصوصه الجميلة، إلى جانب اطلاعه الواسع على الثقافة الغربية، والفرنسية منها تحديداً، كما في "كتاب الملوك" (1954)، و"ذات العماد" ( 1957)، و"أوراق مسافر" (1967) و"في الهواء الطلق" (1967). 
 

المساهمون