استمع إلى الملخص
- تتضمن الأعمال الفنية رسوماً تعكس الصراع بين الغرب وأفريقيا، مثل "شهيد" الذي يصور جنيناً فلسطينياً تحت القصف، و"70 عاماً على الطاقة النووية" الذي ينتقد استخدام الأسلحة النووية.
- يعرض المعرض رسوماً عن الأوضاع في السودان، مثل رسم عمر البشير، وأعمال تتناول الهوية والهجرة، وتستمد رموزها من الثقافات الأفريقية القديمة.
حتى الثالث والعشرين من شباط/ فبراير المقبل، يتواصل في "متحف سانتا جوليا" بمدينة بريشا الإيطالية معرض "موسم الهجرة إلى الشمال" للفنان ورسام الكاريكاتير السوداني خالد البيه، والذي افتتح مساء السبت الماضي بالتعاون مع "مركز آرك".
يقتبس الفنان عنوان معرضه من رواية الكاتب السوداني الراحل الطيب صالح التي تحمل العنوان ذاته، حيث تعكس الأعمال المعروضة في موضوعها الرئيسي ثيمة العمل من خلال البحث في ثقافة ما بعد الاستعمار، ضمن سياق معقد تعيش خلاله السودان حرباً أهلية، وتزداد الهجرات منه ومن بلدان أفريقيّة أخرى باتجاه أوروبا.
وبناء على ذلك، تصبح العودة إلى الرواية بمثابة جزء من المواجهة بين الغرب الذي، لا لم يعد يشير إلى مصطلح جغرافي بقدر ما يعبّر عن بعد أيديولوجي، وبين أفريقيا التي لا تعني فقط القارة السمراء كما توضّحه أعمال البيه ومنها "شهيد" (2014) الذي يرسم فيه جنيناً في رحم أمّه الفلسطينية بينما تسقط القنابل الإسرائيلية على غزّة؛ اللحظة التي تعاد اليوم في إبادة تتواصل لأكثر من ثلاثة عشر شهراً.
وفي رسم رقمي بعنوان "70 عاماً على الطاقة النووية" (2015)، يرسم العم سام وهو يتصور "السلفي" ووراءه القنبلة الذرية التي ألقاها على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيّتين في نهاية الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى أعمال أخرى تعكس موضوع الهوية والهجرة وإدراك الغرب لأفريقيا في اللحظة الراهنة.
ويضمّ المعرض أعمالاً ذات دلالات قاسية تخصّ الأوضاع الحالية في السودان، بدءاً من عمر البشير في أحد الرسوم التي نفّذها البيه عام 2013، وفيها يطلق الرئيس السابق النار على خريطة السودان التي تنزّ دماً، وكذلك رسم للشجرة الوحيدة التي بقيت في السودان وحولها عشرات الأشجار المقطوعة وكُتب إلى جوارها "المؤتمر الوطني".
كما تُعرض رسوم عن المواطن الصحافي، وتغطية احتجاجات السودان عام 2008، والمهاجرين الغرقى في البحر، وأعمال تتضمن رموز وعلامات مستمدّة من الثقافات الأفريقية القديمة، ورسوم كاريكاتير تصوّر محطّات عديدة في الذاكرة السودانية خلال العقدين الماضيين.
يُذكر أن خالد البيه أقام معرضاً بعنوان "شاهد" في "متحف: المتحف العربي للفن الحديث" بالدوحة استمر حتى آب/ أغسطس الماضي، وضمّ أعمالاً تتناول معنى أن يكون الفرد شاهداً على الدمار الذي يحدث في فلسطين اليوم من إبادة وتدمير.