جورجيو أغامبن.. التفلسف انطلاقاً من دُمية خشبية

01 ديسمبر 2022
جورجيو أغامبن في روما، 2018 (Getty)
+ الخط -

تغطّي أعمال جورجيو أغامبن (1942) قوساً واسعاً من المواضيع التي قلّما تجتمع في مدوّنة مفكّر واحد، حيث يتعامل الفيلسوف الإيطالي، بالجدّية والتجديد نفسيهما، مع مسائل الميتافيزيقا والسياسة وبالقدر نفسه مع قضايا الحب والشعر وأسئلة حول المغامرة، والسرد، والشر، وغيرها.

قبل أشهر، خرج صاحب "نهايةُ القصيدة" بكتاب مفاجئ نوعاً ما، حول الشاعر الألماني هولدرلين، الذي لم يتناوله أغامبن بعدّته الفلسفية المعتادة، بل عاد إلى يومياته ومجريات ما يقرب أربعين عاماً من حياته، معيداً كتابتها انطلاقاً من الرسائل والشهادات والسيَر المتوفرة حول الشاعر، في مسعى "أركيولوجي" لتفنيد المقولات المتعجّلة حول جنون هولدرلين.

اليوم، يعود أغامبن بعمل قد يكون أكثر مفاجأة من سابقه، وقد صدرت نسخته الفرنسية حديثاً عن منشورات "ريفاج" في باريس، تحت عنوان "بينوكيو: مغامرات دمية".

الصورة
بينوكيو

هل يمكن التفلسف انطلاقاً من دُمية؟ هذا ما نراه ونحن نقرأ كتاب المفكّر الإيطالي، الذي يطرح ويجيب عن عشرات الأسئلة الأساسية انطلاقاً من حكاية هذه الشخصية أو هذه الدمية الخيالية ذات الأنف الطويل، التي وُلدت على يد الكاتب الإيطالي كارلو كولودي عام 1880.

يكتب أغامبن: "(كتاب) 'بينوكيو' ليس حكاية أو رواية، ولا يمكن تصنيفه تحت أي نوع أدبي؛ حاله في ذلك حال بطله، الذي ليس بحيوان أو طفل، وليس له علاقة بسؤال "ماذا؟"، بل بسؤال "كيف؟". إنه، في معناه الأكثر دقّة، بوابّة للخروح، أو للهرب، خارج الإنسانيّ وخارج اللاإنسانيّ على حدّ سواء. ولهذا فإنه لا يتوقّف عن الركض، وحين يتوقّف فعلاً، في النهاية، فإن ذلك يعني ضياعه".

المساهمون