تعجبني هنا وأحياناً هناك

17 مارس 2021
مقطع من عمل لـ هوغيت كالان / لبنان
+ الخط -

لا حياة، ويلاحظ، ويعقّب: تعجبني هنا، وأحياناً هناك، الطرق والأماكن والأشياء ومنازل الموسيقيين والفرق الأدبية الفقيرة. تعجبني بصمة القدم على الصخر، وبالمقابل، بصمة الصخور على الطريق إلى المنزل، ومطاحن الريح، وسيماء أشجار الغابات الطويلة النحيلة.

تعجبني السوق مليئةً بكتب التصوير الفوتوغرافي بالأسود والأبيض، المخصّصة لعالم ما وراء الموت. وربما يوجد الكثير منها أو كلّها، عند أفق المغيب، مما يعطي انطباعاً خاطئاً بأنّ كل شيء قد تمّ شرحه وتصويره بالفعل. مع أنّ هذا الانطباع ليس صحيحًا تماماً، ولا هو حتى متوسّط الصحّة.

تعجبني الجنّة، خارج اليد، لو أنّها على مقربة، فقط. فما حاجتي إليها وهي على مبعدة جداً؟ يعجبني غير السائرين نياماً، أو السارين، في الفجر الكاذب، على المسارات البالية، بحثاً عن اقتراح مختلف، وفي الوقت نفسه جذّابٍ بصرياً وموسيقياً.

لا تعجبني الكتب الضخمة. تعجبني شاعرية كتاب الشروق وهي تتسلل من النافذة. يعجبني إظهار العلاقات بين الشعراء العظماء وبيئتهم، والأماكن الأساسية في سيرهم الذاتية، والمناظر الطبيعية الموجودة في أغانيهم، والصور التي قد تمّ تحويلها إلى أغلفة أو مشاهد أسطورية، لمقاطع فيديو مهجورة. وهكذا.

تعجبني الكلمات تبحث عن صور لاستحضار كلّ الروابط الممكنة (بعضها، كما العادة، ليس واضحاً دائماً في لعبة الكائن كي يحيا). يعجبني ألّا أموت، إلا على حدود بلا جوازات سفر، وفي تمام الساعة الخامسة والعشرين، كذلك.


* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا

موقف
التحديثات الحية
المساهمون