"النساء في غزّة".. توثيق العدوان على المرأة الفلسطينية

09 مارس 2024
حوالي 60 ألف امرأة في غزّة تعاني من مضاعفات الحمل والولادة (Getty)
+ الخط -

بينما كان العالم بأسره يحيي أمس، الثامن من آذار/ مارس الجاري، اليوم العالمي للمرأة،  بطرقٍ مختلفة، سواء عبر المظاهرات أو المحاضرات أو غيرها من الفعاليات التوعوية، من أجل الدفاع عن حقوق النساء والمطالبة بالمساواة الفعلية بين الرجال والنساء في قطاعات الحياة والعمل كافّة، كانت المرأة الغزاوية تواجه حرب الإبادة التي يشنّها كيان الاحتلال على قطاع غزّة منذ خمسة أشهر. 

وقد شهدت المرأة الفلسطينية في حرب الإبادة هذه ما لم تشهده أي امرأة في العالم، حيث تفيد التقارير الصادرة عن "الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني" أنّه منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، هنالك ما يزيد على 9000 شهيدة من إجمالي عدد الشهداء البالغ أكثر من 30 ألف شهيد، كما أنّ "ما نسبته 75% من إجمالي عدد الجرحى والبالغ 72156 جريحاً هنّ من الإناث".

"النساء في قطاع غزّة: ولادة من دون تخدير" عنوان البودكاست التي بثّته صحيفة "الباييس" أمس، لتسليط الضوء على الواقع الصعب الذي تعانيه النساء في غزّة، ويفرضه الاحتلال الإسرائيلي عليهن. وقد استضافت مقدّمة البرنامج، الصحافية آنا فوينتي، زميلتها بياتيريس ليتشومبري، التي تعرف عن قرب، بُحكم عملها مراسلة لـ"الباييس" في القدس المحتلّة بين عامي 2014 و2020، الواقع التي تعيشه المرأة الفلسطينية في ظلّ سياسة الاستيطان والاحتلال والفصل العنصري التي تمارسها "إسرائيل" على الشعب الفلسطيني بشكل عام، والمرأة الفلسطينية بشكل خاص. 

تطرّقت ليتشومبري إلى حرب الإبادة الجماعية التي تستهدف كلّ شيء في غزّة، بما في ذلك النساء، حيث اضطرّ ما يقارب 2 مليون شخص للنزوح من أماكن سكناهم، نصفهم من الإناث، وقالت إنّه يوجد حالياً في قطاع غزّة حوالي 60 ألف امرأة حامل، وما يقرب 180 حالة ولادة يومياً، وجميع هؤلاء النساء يعانين مضاعفات في الحمل والولادة يصعب علاجها بسبب نقص الرعاية الطبية والحصار الذي يفرضه الاحتلال.

وأمام سؤال آنا فونيتي لزميلتها عن مصدر معلوماتها في ظلّ الحصار الذي يفرضه كيان الاحتلال على الصحافيين، قالت ليتشومبري أنّها تواصلت مع فتاة فلسطينية تدرس الأدب الإنكليزي، اسمها إيمان الحاج علي، وقامت إيمان بشرح الصعوبات التي تعانيها النساء بشكل خاص والظروف اللاإنسانية كحالات الولادة بلا تخدير، وسوء التغذية والجفاف، ناهيك عن المشاكل الصحّية والالتهابات النسائية، ونقص مستلزمات النظافة الشخصية، ممّا أدّى إلى العودة إلى خيارات بدائية، مؤكّدة أنّ كلّ ذلك "يسبّبه الاحتلال الإسرائيلي ضمن مخطّط حرب الإبادة ضدَّ كل ما هو نابض بالحياة في غزّة".  

المساهمون