مع تحويل روايتها "سدّ على المحيط الهادئ" (1950) إلى فيلم بعد نحو سبعة أعوام من صدورها، بدأت علاقة وثيقة بين الكاتبة الفرنسية مارغريت دوراس (1914 – 1996) والسينما، لتتوالى بعد ذلك اقتباسات أفلام وبنسخ متعددة عن العديد من رواياتها، لتذهب بعد ذلك إلى تجربتها الطويلة في الكتابة والإخراج السينمائيين.
واقترن اسمها بالمخرج الفرنسي جان لوك غودار في ثلاث مناظرات تلفزيونية معروفة أجريت بينهما بين عامي 1979 و1989، صدرت في كتاب باسم محاورات "دوراس – غودار" وناقشا خلالها جدل الصورة والنص والمرجعيات الأدبية والسينمائية في أشرطة كلّ منهما.
"مارغريت دوراس في السينما" عنوان الفعالية التي تنطلق عند السادسة والنصف من مساء غدٍ الأربعاء في قاعة الطاهر شريعة بـ"مدينة الثقافة/ الشاذلي القليبي" بتونس العاصمة، وتتواصل حتى الثالث عشر من الشهر الجاري بتنظيم من "المكتبة السينمائية التونسية".
تُفتتح العروض بفيلم "أغنية هندية" الذي أخرجته الكاتبة عام 1975، مقتبساً عن نص مسرحي كتبته في فترة سابقة، ويتحدث عن زوجة غير شرعية لدبلوماسي فرنسي سيئ السمعة مثّل بلاده في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث يتناول الفيلم فضائح الزوجة وتجاوزاتها للأعراف الدبلوماسية.
تتضمّن الفعالية عرض فيلم "هيروشيما حبي" (1959) من إخراج آلان رينيه وسيناريو دوراس التي دارت العديد من أفلامها في مدن وعوالم آسيوية، وهي المولودة في فيتنام، وتشير في محاورتها مع غودار بأن المدينة والكارثة هما من صنعا جمهور فيلمها، الذي يوثّق سلسلة من المحادثات الشخصية المكثفة (على مدار حوالي 24 ساعة بين ممثلة فرنسية ومهندس معماري ياباني، لكن العديد من النقّاد عدّه انطلاقة لسينما الموجة الجديدة في فرنسا.
يُعرض أيضاً فيلم "مذكرات" (2017) للمخرج الفرنسي إيمانويل فينكيل المأخوذ عن روايتها التي تحمل عنوان "الألم" وصدرت عام 1985 وتتقاطع مع سيرتها الذاتية التي عادت إليها في أكثر من عمل، وتعود في نصوصها إلى الفترة التي أعقبت تحرير باريس من الحكومة المنحازة للنازية خلال الحرب العالمية الثانية.
إلى جانب عرض فيلم "أنت فقط تريدني" (2021) للمخرجة الفرنسية كلير سيمون الذي يتناول علاقة دوراس العاطفية مع يان أندريا، و"مثل هذا الغياب الطويل" (1961) للمخرج الفرنسي هنري كولبي وشاركت دوراس في كتابة سيناريو الفيلم، و"أزرق" (2021) للمخرج الفرنسي ماتيو روز عن رواية "الخيول الصغيرة في تركونيا" لدوراس.