"الكدح الشاق": توثيق بصري لنضالات العمّال

13 سبتمبر 2024
مظاهرات تقودها الناشطة السنغالية ماجيجين سيسي في باريس، 1996 (بوبا توري/ من المعرض)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **استمرار الانتهاكات العمالية:** رغم النضالات التاريخية، يكشف مؤشر الحقوق العالمية لعام 2024 عن استمرار الانتهاكات بحق العمال في 75% من بلدان العالم، حيث يُحرمون من تشكيل نقابات، وتُقمع احتجاجاتهم، ويتعرضون للاحتجاز والطرد والقتل في نصف البلدان.

- **معرض "الكدح الشاق" في لندن:** يُفتتح معرض "الكدح الشاق.. العمل والصحة والحقوق" في غاليري "Wellcome Collection" بلندن، ويستمر حتى 27 أبريل المقبل، مسلطاً الضوء على انتهاكات العمل والكفاح المستمر من أجل حقوق العمال.

- **أعمال فنية ووثائقية:** يعرض المعرض أفلاماً وأعمالاً تركيبية توثق نضالات العمال، بما في ذلك قصص أحفاد أميركيين من أصول أفريقية ومقتنيات تاريخية وأعمال فنية معاصرة.

رغم ما نالته الحركات العمّالية حول العالم من حقوق وامتيازات منذ نهاية القرن التاسع عشر، نتيجة مراكمتها نضالات وتضحيات، إلا أن الانتهاكات بحقهم لا تزال مستمرة كما يدلّ على ذلك مؤشر الحقوق العالمية للاتحاد الدولي لنقابات العمال ITUS لعام 2024، حيث يُحرمون في 75% من بلدان العالم من تشكيل نقابات لهم، وتُقمع احتجاجاتهم في نصف البلدان ويتعرضون للاحتجاز والطرد والقتل أحياناً.

تجوال في التاريخ الخفي لمقاومة الشغيلة يقدّمه معرض "الكدح الشاق.. العمل والصحة والحقوق" الذي يُفتتح مساء الخميس المقبل في غاليري "Wellcome Collection" بلندن، ويتواصل حتى السابع والعشرين من نيسان/ إبريل المقبل.

يضيء المعرض انتهاكات العمل في المصنع والشارع والبيت

يضمّ المعرض أكثر من مئة وخمسين عنصراً تمّ تصميمها لتغطي حقائق تاريخية حول ممارسات العمل في جميع أنحاء العالم والكفاح المستمر من أجل حقوق العمال، والأعمال الفنية المعاصرة التي تناولت سياقات متعدّدة تتعلّق بالاستغلال والتمييز ضدّ ملايين البشر، ومجموعة من الأفلام الوثائقية التي تروي قصصاً وأحداثاً حقيقية.

وتمّ تجميع الأعمال المعروضة وفقاً لثلاثة محاور أساسية؛ الأول حول تاريخ العبودية وما بعدها، أي تحويل البشر إلى آلات إنتاج، والشارع هو المكان الذي يهبط فيه العمل إلى أدنى مستوياته مثل أعمال النظافة والحراسة والبغاء وغيرها، وصولاً إلى المنزل وهو المكان الذي تعمل فيه النساء من دون أجر، وكذلك استيراد العمالة المهاجرة للعمل في البيوت بمهام شاقة وظروف غير إنسانية.

من فيلم "إيماءات العمل" (2009) للفنانة الإيطالية الليبية اديليتا حسني باي
من فيلم "إيماءات العمل" (2009) للفنانة الإيطالية الليبية اديليتا حسني باي

تُعرض مجموعة أفلام وأعمال تركيبية أنتجتها مؤسسة "الهندسة المعمارية الجنائية" (Forensic Architecture)، وهي مجموعة بحثية متعددة التخصصات مقرها في "جامعة لندن"، وتستخدم التقنيات المعمارية للتحقيق في حالات عنف الدولة وانتهاكات حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، حيث تستعرض قصص أحفاد أميركيين من أصول أفريقية يعملون على طول نهر المسيسيبي، مع استبدال المزارع التي اضطهدت أسلافهم بعشرات مصافي النفط ومصانع الكيماويات التي بُنيت فوق مقابر العبيد المنسية، مما أدى إلى إطلاق الغازات المسببة للسرطان الذي ينتشر في أوساط هؤلاء العمال.

كما يُعرض من مقتنيات "مجموعة ويلكوم" كتاب "التاريخ العام لحشرات سورينام وكل أوروبا" (1771) من تأليف عالمة الطبيعة الألمانية ماريا سيبيلا ميريان، التي تأثرت أبحاثها حول النباتات بشدة بالنساء المستعبدات من مزارع السكر في سورينام، وكذلك كتاب "حياة الشارع في لندن" (1877) للكاتب البريطاني جون تومسون ومواطنه الفوتوغرافي أدولف سميث، ويشتمل على مجموعة من الصور تكشف ظروف العمل المحفوفة بالمخاطر لسكان لندن من الطبقة العاملة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ويعدّ الكتاب من أقدم الأمثلة على التصوير الفوتوغرافي الوثائقي الاجتماعي.

من سلسلة صور "الحديقة المظلمة" للفنان البنغالي محمد فضلة ربيع فتيق
من سلسلة صور "الحديقة المظلمة" للفنان البنغالي محمد فضلة ربيع فتيق

بالإضافة إلى فيلم "إيماءات العمل" (2009) للفنانة الإيطالية الليبية اديليتا حسني باي، الذي يوثّق حركات اليد للعمال المهاجرين أثناء تحركهم بإيقاع متكرر خلال فترة عملهم، وجزء من أرشيف الصور الفوتوغرافية للفنان الفرنسي السوداني بوبا توري (1948 - 2022) التي توثق نضالات العمال والمهاجرين من أجل تحسين ظروف عملهم في باريس منذ السبعينيات.

مجموعة أُخرى من الأعمال توثّق العمل الزراعي الاستغلالي، الذي يعتبر من أقدم الممارسات الرأسمالية التي تتواصل حتى اليوم، منها مطبوعة حجرية عمرها أكثر من مئة وخمسين عاما تتناول الاستغلال في مزارع الشاي بالصين، وسلسلة صور فوتوغرافية بعنوان "الحديقة المظلمة" (2022) لمحمد فضلة ربيع فتيق تضيء على أعمال مزارع الشاي في بنغلاديش.

المساهمون