استمع إلى الملخص
- تحليل سياسي واجتماعي: يتناول كتاب "فنزويلا: دراسة عن الانفكاك" تراجع الثورة البوليفارية، بينما يقدم "التسلطية الجديدة في روسيا" قراءة للسياسة الروسية، ويعيد "السريالية في مصر" كتابة تاريخ السريالية.
- استكشافات ثقافية وفنية: يستعرض "النَّصّ الأصلي" تجربة الترجمة، و"العمارة والتأثير في العصور الوسطى" العلاقة بين المباني والتجربة الشعورية، ويدعو "دليل الإنساييه الأيسلندي" إلى تفعيل الحدس، بينما يناقش "الصراع على التراث" صون التراث الثقافي.
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتضمّن مؤلفات في التاريخ والدراسات الاجتماعية والسياسية، كما تشمل النقد الفني والترجمة وتنمية الذات.
■ ■ ■
من بين جميع الحكومات اليسارية التي مرّت بأميركا اللاتينية في السنوات الأخيرة، كانت حكومة فنزويلا هي التي حاولت تنفيذ التغيير الأكثر جذرية، لكنها فشلت بذلك. يروي كتاب "فنزويلا: دراسة عن الانفكاك" لمؤلفه خوسيه ناناسون، الصادر عن دار "ديباتي" عملية تراجع الثورة البوليفارية من زوايا مختلفة: أزمة اقتصادية غير مسبوقة، وكارثة اجتماعية حوّلت الدولة الاشتراكية إلى واحدة من أكثر الدول التي تعاني من عدم المساواة في المنطقة، والتحوّل الاستبدادي الذي جعل نظام فنزويلا غير ديمقراطي، لكنّه ليس ديكتاتورية كاملة.
"النَّصّ الأصلي: عن الترجمة ومسارات الحياة" عنوان كتاب المترجم والكاتب الصحافي المصري محمد الفولي (1987) الصادر عن "دار الكرمة". نقرأ في مقدّمته: "مع أنني صرتُ لا أُومن بضرورة التصنيف، سأُرضي مُحبّيه. سأُعتق نفسي من التصنيفات السابقة بتدشين تصنيف جديد لهذا الكتاب. سأُسميه 'سيرة ترجمية' لأنه يتناول الترجمة وتقاطعاتها مع حياتي. سأكتب هذه السيرة الترجمية بحرّية وبلا قيود... إنها تجربة شديدة الخصوصية فحسب، إذ أظنّ أنها المرة الأولى التي يصدر فيها كتاب باللغة العربية عن الترجمة ومؤلّفه ليس أستاذاً جامعيّاً صاحب مسيرة لامعة".
كيف تفاعل الناس في العصور الوسطى مع المباني المذهلة، مثل الكاتدرائيات القوطية؟ في نهج جديد، يحاول كتاب "العمارة والتأثير في العصور الوسطى" الصادر عن "منشورات جامعة كاليفورنيا"، الإجابة عن هذا السؤال مستكشفاً العلاقة بين المباني في العصور الوسطى وتعقيد التجربة الشعورية التي تولّدت عنها. يفحص المؤرّخ البريطاني بول بينسكي (1956) المفاهيم الخاطئة القديمة حول الطريقة التي استجاب بها المشاهدون للعمارة خلال أكثر من ألف عام في أوروبا الغربية وفي الثقافتين البيزنطية والعربية، ويؤكد أهمية التجربة نفسها داخل هذه البيئات الاجتماعية.
صدر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتاب "التسلطية الجديدة في روسيا: بوتين وسياسة ضبط النظام" من تأليف ديفيد لويس، وترجمة عامر شيخوني؛ وهو مكوَّن من مقدّمة وتسعة فصول وخاتمة. يتناول الكتاب السياسة الروسية بعد الحرب الباردة ونهاية الحقبة السوفياتية، ويحتوي على قراءة موسعة لأسباب ما سُميت ظاهرة "البوتينية" وأسبابها والظروف التي أدّت إليها وممارساتها ونتائجها المتوقّعة، في قراءة جديدة لواقع سلطة في بلد كان يكافح بعد مراحل من التهميش لإثبات نفسه من جديد. يقع الكتاب في 392 صفحة، شاملةً ببليوغرافيا وفهرساً عامّاً.
بترجمة عبد الرحيم يوسف، صدر عن "دار العين" كتاب بعنوان "السريالية في مصر: الحداثة وجماعة الفن والحرية" لمؤرّخ الفنون والقيّم اللبناني سام بردويل. يُقدّم الكتاب أول تحليل شامل لميراث "جماعة الفَنّ والحُريَّة"، ويرسم خريطة لإسهامات هذه الجماعة المهمة في إنشاء تعريف جديد للسريالية، متوجِّهاً إلى ما تركته من إرث مفقود لزمن طويل وكثيراً ما أُسِيء فهمه، ومعتمداً على وثائق لم تُنشر من قبل وأكثر من مئتَي مقابلة ميدانية. يعيد بردويل كتابة تاريخ السريالية ذاتها، داعياً إلى تعريف جديد يعكسُ رؤية شاملة لتاريخ الفن.
كتاب "رسائل إميلي ديكنسون" الذي حرّره ثوماس جونسون، وصدر عن "دار التكوين" بترجمة وتقديم عابد إسماعيل يرسم خطّاً فاصلاً بين نثرها وشعرها، فالرّسالة التي تُدبّجها تنطوي على خصائص أسلوبية لا نجدها إلّا في أعمالها الشعرية. إنّها رسائل كُتبت كي تساعد على سبر أغوار قصائدها الصعبة والعصية على الفهم، ففيها تكشف لنا الكاتبة عن جوانب خبيئة في شخصية المرأة، كما تُبرز فيها قراءاتها والتأثرات الأدبية التي لعبت دوراً كبيراً في تكوين شخصيّتها الأدبية. إنها رسائل يمكن أن تُقرأ بوصفها مختبراً حقيقياً لموهبتها الشعرية.
عبر قصص مُلهمة تدعونا الكاتبة والمخرجة الأيسلندية رند غنسنتاينزدوتر في كتابها "دليل الإنساييه الأيسلندي"، الصادر بطبعة عربية عن "هاشيت أنطوان/ نوفل" أنجزتها مريم موسى، إلى تفعيل حدسنا وتحقيق التوازن بين العقل والروح، بين الوعي واللاوعي، مُسلَّحين ببوصلة متينة لنتمكّن من الانصهار في العالم المحيط بنا. و"الإنساييه" كلمة أيسلندية تعني الحدس أو الحاسة السادسة أو "البحر الكامن في أعماقنا". يجري الكتاب عكس تيار الحداثة، إذ يدعو إلى الاستماع للصوت الداخلي، وينتمي إلى حقل "تنمية الذات" الذي لقي انتعاشاً مؤخراً رغم النقودات التي طاولته.
في كتاب "الصراع على التراث والاستنزاف الحضاري: رؤية مستقبلية" الصادر عن "مشروع كلمة"، يتناول الباحث أحمد عادل زيدان موضوع صون التراث الثقافي وإدارته وقت الأزمات والكوارث، نظراً لكمّ الانتهاكات التي واجهها هذا التراث على مرّ التاريخ، ويرى المؤلّف أن حجم الخسائر في الممتلكات الثقافية التي خلفتها الاضطرابات في المنطقة العربية، يُضفي مزيداً من الأهمية على محاولات صون التراث الثقافي. كذلك، يتطرّق الكتاب إلى وسائل وإجراءات الحماية الدولية والمحلّية في حالتي السِّلم والحرب، وأبرز التحدّيات التي تتعرّض لها الدول في ذلك.