- من الإصدارات المميزة: "حياتي مع ألبيرتي" يكشف تفاصيل عن رافائيل ألبيرتي، "نصوص مُرتحلة" يعرض قضايا الأدب العالمي، و"ملاحظاتٌ على نظام الفصل العنصري الإسرائيلي" يناقش التمييز ضد الفلسطينيين.
- المختارات تشمل أيضًا تاريخ السكك الحديدية في مصر، الشخصية المتطرفة، التحليل النفسي والتغيير الاجتماعي، والعقلانية النهضوية، موفرة تنوعًا ثريًا في الموضوعات للقارئ العربي.
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تطلّ على القضية الفلسطينية من زاوية الدراسات الاجتماعية، كما تشمل مؤلّفات في النقد الأدبي والسيرة والتاريخ والدراسات النسوية والترجمات.
■■■
أثار رحيل الشاعر الإسباني رافائيل ألبيرتي عام 1999 جدلاً كبيراً حول حياته التي كانت مسيَّجةً بالغموض، لا سيما في السنوات الأخيرة التي قضاها مع زوجته ماريا أسونسيون ماتيو. ربما لهذا السبب قرّرت أسونسيون ماتيو، وهي كاتبة وشاعرة، أن تروي تفاصيل تُكشف لأوّل مرّة حول شخصيته، وذلك في كتابها "حياتي مع ألبيرتي"، الصادر عن دار "ألموزارا" الإسبانية. تُضيء المؤلّفة، في هذا العمل، أبرز أفكار الشاعر الراحل، وعلاقاته الثقافية والاجتماعية، وأيضاً التوتّرات التي رافقت سنواته في المنفى، كما تخصّص مساحة للحديث عن حياتهما المشتركة.
تُلقي الباحثة المصرية فاتن مرسي نظرةً فاحصة على أهمّ المفاهيم النظرية في حقل الأدب المُقارَن، في كتابها "نصوص مُرتحلة: تأمّلات في الأدب المقارن"، الذي يصدر عن "الكتُب خان". يعرض الكتاب قضايا الأدب العالمي الراهنة ويضيء إشكاليات جدلية غير محسومة عبر قراءات نقدية لمجموعة من النصوص تتعلّق بالترحال والتنقّل والهجرة، وعلى رأسها دراسة في كتاب "ألف ليلة وليلة"، حيث تُقدّمه مرسي بوصفه نصّاً ينتمي إلى الأدب المُقارن والأدب العالمي بامتياز، مركّزة على الدور المحوري لشخصية شهرزاد في هذا النص "المُهاجِر".
"ملاحظاتٌ على نظام الفصل العنصري الإسرائيلي"، عنوان كتاب للباحث والناشط الحقوقي فادي زنايد، صدر بالإنكليزية بشكلٍ مستقلّ. يضيء الكتاب القمع المنهجي والتمييز تحت نظام الفصل العنصري، والظلم الذي يواجهه الفلسطينيّون يومياً، بدءاً من القيود المفروضة على التنقّل إلى هدم المنازل ومصادرة الأراضي وعدم المساواة التي تُرسّخها سياسات الاستيطان الاستعماري، المدعّمة بأحدث المعلومات والأرقام والإحصائيات، كما يستعرض المؤلّف محطّات بارزة من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني لا يُمكن من دونها استيعاب جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته.
أرَّخَ الكاتب المصري محمد أمين حسّونة (1909 - 1956) للسكك الحديدية في بلاده منذ بداية عهدها، في كتابه "مصر والطُّرق الحديدية"، الصادر عن "بيت الحكمة للثقافة" بتقديم وتعليق الباحث خالد عزب. يضيء الكتاب مراحل تطوُّر هذا القطاع وما أحدثه من تغيير نوعي في نمط الحياة، ومن غلاف الكتاب نقرأ: "أوّل خطّ أُنشِئ في مصر هو الخطّ بين القباري في الإسكندرية وكفر الزيّات، وكان خطّاً مُفرداً، حيث صار تركيبُه في سنتين فافتُتح عام 1854، وفي السنة التالية صار افتتاح الخطّ من كفر الزيات إلى طنطا بواسطة استعمال مَعَدِّية على النيل".
عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدر كتاب "تكوين الشخصية المتطرّفة: المناهج التربوية نموذجاً" للباحث يوسف إبراهيم سلوم. يُقارب الكتاب الآثار التكوينية في الشخصية المتطرّفة واللحظات التاريخية الفارقة، ومعالم الأصول الأيديولوجية للتنظيمات السَّلَفية الجهادية المستخدَمة في تبرير العُنف، وكيفية انعكاسها على الجانب التربوي ومُخرجاته، من خلال اعتماد وثائق المناهج الدراسية لتنظيم "الدولة الإسلامية"، ومناهج المعسكرات كنموذج تحليلي، بعد استنطاقها واستخراج الفلسفة التربوية منها لفهم كيفية تكوين مجتمع التنظيم.
صدر عن "منشورات جامعة كولومبيا" كتاب "العيادة السياسية.. التحليل النفسي والتغيير الاجتماعي في القرن العشرين" لأستاذة الدراسات النسوية كارولين لوبندر. يجمع الكتاب بين التاريخ والنظرية الاجتماعية النسوية وإنهاء الاستعمار لإعادة صياغة العيادة كمساحة مسيّسة بالضرورة، والتي تحوّلت إلى مختبر لإعادة تصوّر مفاهيم كالعِرق والجنس والطفولة والأمّة والديمقراطية، وشكّلت ممارسةُ التحليل النفسي السريري موقعاً بارزاً في الفكر السياسي الجديد، كما تعكسه نماذج محلّلِين مثل آنا فرويد، وميلاني كلاين، وتوماس ماين، وجون بولبي، وآخرين.
يُحلّل كتاب "العقلانية النهضوية في المنجز الفكري لماجد الغرباوي" للباحث المصري أحمد محمد علي، والصادر عن "دار العارف"، سياق كتابات المفكّر العراقي التي تنتمي إلى نمط الكتابة ما بعد الحداثية. وهي كتابة "لا تتقيّد ببناء محدّد، بل تمضي في كلّ اتجاه بحسب الحاجة والضرورة التي تفرضها المناسبات والقضايا الحياتية، ولكنها مع ذلك تخدم رؤية واحدة بشأن أعباء الحياة بوصفها رسالة لخدمة الإنسان والمجتمع والوطن. ولعل من أهمّ ما يميّزه هو اهتمامه الكبير بفلسفة الدين، بعد أن أعطى مفهوماً جديداً للقداسة تخطّى به المفهوم الدوغمائي المتداول".
ما أهمّية دراسة التاريخ العثماني؟ وما مصادره المتوفّرة؟ وكيف يُمكن للباحثين البدء في تحديد موقعها وقراءتها وتفسيرها؟ يُقدّم كتاب "رفيق كامبريدج للتاريخ العثماني"، الصادر بالإنكليزية عن منشورات الجامعة البريطانية، إجاباتٍ عديدة عن هذه الأسئلة، ويُبيّن للقرّاء الخطوط العريضة التي يسهل الوصول من خلالها إلى بحث عميق. يتناول الكتاب، الذي حرّره أليكسس ويك من "جامعة كوتش" في إسطنبول، التحدّيات النظرية والمنهجية والعَملية التي يُواجهها المؤرّخون العثمانيون. من المساهمين: ثريّا فاروقي، وغريغور بايكوف، وندى ممتاز، وستيفان وينتر.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
