أنطونيو لوبيز.. اللوحة واقعاً أوسع من الحياة

07 أكتوبر 2023
أنطونيو لوبيز (1936)
+ الخط -

يُعتبر الفنّان الإسباني أنطونيو لوبيز (1936) من أبرز ممثلي الحركة الواقعية في الفن الإسباني في النصف الثاني من القرن العشرين، وقد اكتسب هذا الصيت نتيجة أعماله البطيئة، كثيرة التأمّل، والمليئة بالتفاصيل الدقيقة، التي يحاول من خلالها تصوير أصغر شاردة في الواقع الذي يعيشه الإنسان.

تميّزت أعمال لوبيز، منذ أن بدأ مسيرته الاحترافية في منتصف القرن الماضي برسم عالَمين؛ العالم الخارجي المليء الذي يعيش فيه، لا سيّما المدن التي سكنها وما فيها من تجمعات بشرية وسكنية، والعالم الداخلي، الذي "يعيش فيه بمفرده ويتأمّل فيه ذاك الواقع المرير للعالم الخارجي الذي لا يتوقف عن التحوّلات"، مثلما يعبّر الفنان نفسه.    

هذان العالَمان يلمسهما زائر معرض "أنطونيو لوبيز" المقام حالياً وحتى الرابع عشر من كانون الثاني/ يناير المُقبل في "مؤسسة لا بيدرارا" بمدينة برشلونة؛ وهو واحد من أكبر المعارض الفردية للفنان.

الصورة
"سجرة السفرجل"/ من المعرض
"سجرة السفرجل"/ من المعرض

سيلاحظ الزائر أن الواقع هو نقطة الفنان الأولى في الانطلاقة من أية لوحة. تفاصيل صغيرة في الشوارع، أو المدن، أو الساحات، أو حتى البيوت، هي التي تكوّن معالم لوحات المعرض والتي بلغ عددها قرابة ثمانين لوحةً مختلفة القياس؛ ما يسمح بالتعرف على سبعة عقود من مسيرة لوبيز الفنّية، لا سيّما أعماله الأولى التي بدأها في خمسينيات القرن الماضي وصولاً إلى أحدث أعماله.

يُقسم المعرض إلى كتل موضوعية، هي: المناظر الطبيعية، والمناظر الحضرية، ومدريد، والحياة الساكنة، والشخصيات البشرية، والمنازل الداخلية. وجميعها لوحات تحاكي الواقع، بل تكاد أن تشكل واقعاً محايزاً للواقع الحقيقي الذي نعيش فيه. الضوء، الألوان، العمارة، الأشخاص، وحتى الحركة يحوّلها لوبيز في ضربات ريشته إلى عناصر واقعية تنبض بالحياة، كأن اللوحة تحتوي على حياة كاملة أكبر من حياتنا نفسها. 

"كل لوحة من لوحات المعرض ليست منتهية، بل وصلت إلى حدود نهايتها. هذا هو الواقع، لا ينتهي بل دائماً يصل إلى حدوده، لكنه لا ينتهي أبداً"، يوضّح الفنان الإسباني أمام لوحاته. 

يُذكر أن أنطونيو لوبيز غارسيا من مواليد 1936. درس الفنون الجميلة في مدريد، وسافر إلى إيطاليا، حيث تأثّر بالمدارس الفنية الموجودة هناك. أقام أول معرض له عام 1955. حصل على العديد من الجوائز المحلية، أبرزها "جائزة بيلاسكيز للفنون التشكيلية" عام 2006. 

المساهمون