"مهرجان قربة": واقع مسرح الهواة في تونس

23 اغسطس 2022
(من مسرحية "آخر مرة" لأ وفاء الطبوبي)
+ الخط -

في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، نُظّم في مدينة صفاقس ملتقى وطني لبحث الأزمة التي تواجه معظم الجمعيات التونسية المتخصّصة في مسرح الهواة، واستذكر المشاركون بدايات الفن الرابع التي تأسّست على يد مسرحيّين غير محترفين منذ العشرينيات وحتى الخمسينيات.

ونبّه الملتقى إلى أهمية تلك الجهود في رفد الحركة المسرحية وتطويرها، وفي تعبيرها عن قضايا نضالية مدنية تقدمية، لكنها باتت اليوم أمام مآزق متعدّدة تتعلّق بالتشريعات وغياب المرجعيات المهنية، وقلّة الدعم الرسمي ما ينعكس على فرص التدريب والتحديث، والضبابية والالتباس على مستوى المفهوم وتحديد المنخرطين في مسرح الهواية وأهدافه.

لا يشذّ "مهرجان قربة الوطني لمسرح الهواة" عن هذا السياق، والذي افتُتح مساء أمس الإثنين ويتواصل حتى الثلاثين من الشهر الجاري تحت شعار "الهاوي في مواجهة المتهاوي"، بمشاركة سبعة عروض تتنافس ضمن المسابقة الرسمية، وأُخرى موازية.

التظاهرة التي تقام في إحدى مدن ولاية نابل وتحمل اسمها، تعرّضت أكثر من مرة خلال السنوات الأخيرة للتعثّر والتأجيل بسبب انخفاض المخصّصات المقدّمة لها من قبل وزارة الثقافة والجهات المعنية، ورغم أنها تأسّست سنة 1964، واحتضنت العديد من المسرحيين الذين عُرفوا بمعارضتهم للتيارات السائدة؛ شكلاً ومضموناً، إلا أن الوزارة قرّرت عام 1989 تخفيض الدعم لها من 20 ألف دينار تونسي إلى ألفين فقط.

ولم تنعكسِ التغيّرات التي شهدتها تونس بعد عام 2011 إيجاباً، مع أن الهيئة المنظّمة بات يُنتخب أعضاؤها بشكل ديمقراطي، إذ تغيب الإمكانيات والقدرات المالية عن توفير ظروف مناسبة لعمل أكثر من مئتي جمعية لمسرح الهواة في تونس، ومنها الهيئة المنظّمة لـ"مهرجان قربة".

من بين المسرحيات المشاركة: "بارانويا" لـ عبد القادر النجار، و"فصول" لـ عبد المجيد شاكير، و"أندروفين" لـ مروان الرزقي، و"آخر مرة" لـ وفاء الطبوبي، و"موجيرة حب" لـ رحيم بحريني، و"عقاب جواب" لـ محمد علي سعيد، إلى جانب عروض مسرح الشارع وهي: "قافلة تسير" لـ الكيلاني زقروبة، و"خدامة" و"(ال) صبّابة" لـ طلال أيوب.

كما تقام عدة حفلات موسيقية لكلّ من الفنانين رضا الشمك وصفية ركروكي وفرقة "نادي أحباء الشيخ إمام"، إلى جانب معرض "المعلقّات المسرحية" لأرشيف أعمال "التياترو" في تونس العاصمة.
 

المساهمون