"معهد العالم العربي": الفنانات العربيات منذ العشرينيات

18 فبراير 2021
(من المعرض)
+ الخط -

في عام 1915، أدّت المطربة المصرية منيرة المهدية (1895 - 1965) دور "حسن" مع فرقة عزيز عيد، في إحدى المسرحيات التي ألّفها الملحن سلامة حجازي، لتكون أول امرأة عربية تقف على خشبة المسرح، كما أقامت بعد أربع سنوات فقط حفلات في لبنان والعراق وسورية وتركيا وإيران وفلسطين وليبيا وتونس والمغرب. 

بموازاة الأفكار والتنظيرات الداعية لتحرير المرأة في العالم العربي منذ نهاية القرن التاسع عشر، أحدثت الموسيقى والغناء أبرز نقلة في هذا السياق، وهو ما يضيئه معرض "Divas: من أم كلثوم إلى داليا" الذي يُفتتح الأربعاء، الثالث من الشهر المقبل، في "معهد العالم العربي" بباريس، ويتواصل حتى الخامس والعشرين من تموز/ يوليو المقبل.

(من المعرض)
(من المعرض)

يستكشف المعرض عبر تناول سيرة مجموعة من المطربات "التاريخ الاجتماعي للمرأة العربية وولادة النسوية داخل هذه المجتمعات الأبوية، ومشاركتها في الأفكار القومية العربية، والنضال من أجل الاستقلال في سياقات الاستعمار وإنهاء الاستعمار، وقبل كل شيء دورها المركزي في مختلف المجالات الفنية التي ساهمن في إحداث ثورة فيها"، بحسب بيان المنظّمين.

اختار المعرض شخصيات أساسية تركن تأثيرهن حتى اليوم، وهن أم كلثوم (1898 – 1975)، وفيروز (1935)، ووردة الجزائرية (1939 – 2012)، وأسمهان (1912 – 1944)، وصباح (1927 – 2014)، وليلى مراد (1918 – 1995)، وسعاد حسني (1943 – 2011)، وداليدا (1933 – 1987).

(من المعرض)
(من المعرض)

ويتتبّع المنّظمون التعبيرات العميقة لهؤلاء الفنانات من القاهرة إلى بيروت، ومن المغرب العربي إلى باريس،  من خلال مقاطع من أفلام وتسجيلات لبعض الحفلات وصور فوتوغرافية لم ينشر بعضها من قبل، إلى جانب بعض متعلّقاتهن ووثائقهن الشخصية، والتي تجسد فترة من "الانفعال الفني والفكري"، وكذلك شكلاً من "التجديد السياسي" منذ عشرينيات القرن الماضي وحتى السبعينيات. 

يقدّم المعرض أربع لحظات أساسية، الأولى تستعرض رائدات الغناء ممثلات بأم كلثوم ووردة وأسمهان وفيروز ما بين عاميْ 1940 و1970، والثانية تغطّي النتاجات السينمائية للمطربات العربيات، والثالثة تستكشف نجاح المسرحيات الغنائية التي قدّمتها مغنيات مثل ليلى مراد، وسامية جمال، وصباح، وتحية كاريوكا، وهند رستم وداليدا.

يبحث الجزء الأخير من المعرض في آراء فناني اليوم حول رائدات الطرب العربي، التي يعد إرثهن مصدر إلهام عميق لجيل جديد بالكامل، في أعمال المصوّرة ومصورة الفيديو اللبنانية رندا ميرزا التي ترتبط بموسيقي الهيب هوب، والملحن وائل قديح، والفنانة الإيرانية شيرين نشأت في فيلمها "البحث عن أم كلثوم" (2017) الذي أخرجته بالاشتراك مع شوجا آزاري، وغيرها من أعمال الفيديو والموسيقى والصور التي تعكس هذا التراث.

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون