"مسرح من ورق".. عودة إلى المادة الأُولى

31 أكتوبر 2022
(من عرض مسرحي سابق لفرقة "عكس عكاس")
+ الخط -

عند كلّ حديث عن واقع المسرح في العالم العربي، غالباً ما تنقسم التوجّهات بين المرجعيات الأكاديمية والمعاهد العالية التي تُحضّر المُمثّلين، وبين الاشتغالات الخارجة عن هذا القوس، والتي يوصف القائمون عليها بـ"الهُواة" أو بالمشتغلين بالمسرح الحُرّ، ولو أنّ هذا الوصف يحمل الكثير من أحكام القيمة.

عام 2011 وفي غمرة الانتفاضات والحركات الاحتجاجية في مصر والعالم العربي، تأسّست في مدينة الإسكندرية فرقة "عكس عكاس" المسرحية على يد المُخرج والكاتب طارق نادر، والذي انطلق مع فرقته بعرض خارج عن المألوف حمل اسم "قوي كحيوان، حرّ كإله"؛ مستوحياً إيّاه من أشعار الفرنسي شارل بودلير.

يعود نادر هذه الأيام ليقدّم ورشته المسرحية التي تحمل عنوان "مسرح من ورق"، وتنطلق أولى جلساتها عند الثامنة من مساءِ الغد في فضاء "6 باب شرق" بالإسكندرية. على أن تنتظم باقي الجلسات يومي الثلاثاء والأربعاء ابتداءً من منتصف الشهر الجاري وحتى نهايته.

عشر سنوات تفصل ما بين زمن التأسيس ولحظة الخِبرة التي راكمتها الفرقة عبر هذه المدّة، ولكنّها في الوقت نفسه تفصل أيضاً بين قوّة وصخب البدايات، وبين الركون للورق بوصفه مادّة الكاتب الأولى الهشّة/ القوية في آن.

أو كما عبّر منظّمو الورشة عن نشاطهم: "قبل أن يُفتح الستار، ونقصد قبل ذلك بكثير، لا لحظات الاستعداد الأخيرة التي يتلو فيها الممثّل صلواته قبل أن يضع قناعه المسرحي أمام المتفرّجين؛ قبل ذلك بكثير، يبدأُ الكاتب بناء مسرحه الورقي الخاص، يتفرّد بكونه الصانع الأصلي للعمل المسرحي".

تستهدف الورشة المهتمّين بالكتابة والمسرح، ومَن لم تسبق لهم هذه التجربة، كما تُركّز على أساليب الكتابة التفاعُلية. ويتعرّف المشاركون من خلال جلساتها على محاور مختلفة، هي: "عناصر الدراما"، و"ملامح الشخصية المسرحية"، و"الحوار المسرحي"، و"العناصر التقنية في كتابة المسرح"، كما ستشمل الجلسات تدريباً على الكتابة التفاعلية بين المشاركين للخروج بنصوص تصلح لأدائها وترجمتها على الخشبة.

المساهمون