بعد أكثر من ستّة عقود على إنتاج فيلم "أضواء المدينة" (1931) لشارلي شابلن، اعتبر العمل أحد أفضل عشرة أفلام في تاريخ السينما الأميركية، والذي بدا مفاجئاً للجمهور عندما عُرض للمرة الأولى، لكونه فيلماً صامتاًً أتى بعد ثلاثة أعوام من انطلاق السينما الناطقة.
كما أعماله الأُخرى، قدّم الممثل البريطاني (1889 - 1977) نقداً لاذعاً للسلطة ورأس المال منذ المشهد الأول الذي ينفتح على لافتة يعدّ مضمونها بالسلام والرفاهية لسكّان المدينة أسفل نُصب يتمّ تدشينه مؤخراً، بينما هم يعانون من صراع اجتماعي يتسبّب في إفقار الآلاف وتشريدهم.
يقتبس المخرج المصري إسلام إمام "مدينة" شابلن في مسرحيته "حلم جميل" التي بدأت عروضها أول أمس الإثنين على خشبة مسرح "المركز الثقافي" بمدينة طنطا (90 كلم شمال القاهرة)، وتتواصل حتى السبت المقبل.
العرض من إنتاج فرقة المسرح الكوميدي التابعة لـ"البيت الفني" ضمن مشروع مسرح المواجهة والتجوال، وهو يطرح الأسئلة ذاتها التي يتضمّنها الفيلم حول أهمية المال من عدمها للوصول إلى السعادة حيث يعاني الثري في المسرحية من الاكتئاب الذي يدفعه إلى تبني مواقف سلبية رغم امتلاكه الكثير لتقديمه إلى من هم حوله، خلافاً لفقير ينعم بالمحبة والأمل رغم شحّ المال.
يستند إمام إلى المسرح الغنائي الاستعراضي عبر توظيف عدد من الممثلين في أداء راقص يعتمد على الحركة والإيقاع، لتجسيد قصة العمل مع ظهور فتاة كفيفة تبيع الورد في إحدى الحدائق، ويلتقي بها الشاب الفقير الصعلوك ويقع في حبها، حيث يقدّم كثيراً من التضحيات لكسب المال من أجل علاجها وردّ بصرها إليها من خلال عمله في أكثر من وظيفة.
وتتطوّر الأحداث حيث يشاهد الصعلوك أحد الأثرياء وهو يحاول الانتحار، فيسارع إلى إنقاذه ويتعارفان ليأخذه الثري إلى منزله للعيش معه، وهناك يظهر التباين بين الطبقات وسلوكها وأفكارها، وحين يفيق الثري من حال السكر يتحول إلى كائن آخر يكره هؤلاء الفقراء ويعتبرهم غير جديرين بالحياة.
يشارك في التمثيل كلّ من الفنانين: سامح حسين، وسارة درزاوي، وعزت زين، ورشا فؤاد، وجلال هجرسي، وناجح نعيم، وطارق راغب، وأسند الدراماتورغ إلى طارق رمضان، وصمّم الديكور حازم شبل، والأزياء نعيمة عجمي، واللوحات الاستعراضية ضياء شفيق، والإضاءة أبو بكر الشريف، وألّف الموسيقى هشام جبر، وكتب أشعار العمل طارق علي.