لم يلبث أن أُعلِن تنظيم دورة هذا العام من "معرض بيروت الدولي للكتاب"، حتى تفاعلت شريحة واسعة من المثقّفين مع هذا الخبر. عودة تعبّر عن انتصارات كثيرة على الأسباب التي جعلت إحدى أعرق تظاهرات الكتب العربية تتوقّف منذ 2018، أسباب مثل الأزمة الاقتصادية التي يعرفها البلد، وانفجار مرفأ بيروت في 2020، دون أن ننسى جائحة كورونا.
يوم الأربعاء الماضي، أعلن "النادي الثقافي العربي" بدء التحضيرات لتنظيم "معرض بيروت الدولي للكتاب" في دورته الثالثة والستّين، وستدور بين الثالث والثالث عشر من آذار/مارس 2022، وقد أُكِّد الخبر حين أصدر "اتحاد الناشرين العرب" جدولاً محدَّثاً في ذات اليوم بمواعيد معارض الكتب العربية، أُدرجت تظاهرة بيروت بينها.
مع هذا الاحتفاء، ظهرت آراء موازية تشير إلى معنى تنظيم معرض كتاب في ظلّ الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان منذ سنوات، وجعلت من المقدرة الشرائية في أدنى مستوياتها، وفي ظل ما نعرف من غلاء أسعار الكتب، فإن كثيرين لم يفُتْهم التساؤل عمّن سيكون جمهور دورة هذا العام.
لعلّه مع "معرض بيروت الدولي للكتاب" يمكن القول إن الحضور من أجل الحضور كافٍ، بعد التوقّف، ويمثّل انتصاراً وإنهاءً لهواجس ألّا يعود المعرض مجدّداً إلى بيروت، ذلك المعرض الذي كان يعتبر، قبل عقدين وأكثر، معرض الكتاب العربي الوحيد الذي يستحقّ هذا الاسم. بالتالي، إنّ تنظيم المعرض قد لا يكون سوى خطوة رمزية ونوستالجية.